نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
تهديد إسرائيلي وصمت إيراني.. هل تشعل الصين نيران المنطقة؟ - كورة نيوز, اليوم الخميس 24 يوليو 2025 03:58 صباحاً
فهل نحن أمام مواجهة مؤجلة؟ أم أن عقارب الساعة تتحرك نحو انفجار حتمي؟
بعث وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، برسائل صارمة في أعقاب تقييم أمني رفيع المستوى، مشيرًا إلى أن الحرب ضد إيران قد تُستأنف قريبًا، وأن إسرائيل "أقرب إلى تحقيق أهدافها". الرسائل التي حملت طابعًا تهديديًا لم تقتصر على الجبهة الإيرانية، بل شملت أيضًا غزة واليمن، في إشارة إلى تعدد ساحات المواجهة وتداخلها.
ورغم إعلان وقف إطلاق النار، لا يبدو أن إسرائيل تنوي الاستكانة، بل تستغل الهدنة لتقويم أدائها ومراكمة الخبرات. تقارير صحفية كشفت أن طهران نجحت في اختراق الدفاعات الجوية الإسرائيلية بنسبة تصاعدت من 8% إلى 12% خلال الحرب، وهو ما يُعد تحولًا مقلقًا في ميزان المواجهة. وفي ضوء ذلك، بدأت إسرائيل، بحسب كاتس، في إعادة النظر بتكتيكاتها الدفاعية، تحسبًا لجولة قادمة أكثر ضراوة.
إيران تستبدل دروعها.. والتنين الصيني في الخلفية
في المقابل، تُعيد طهران ترتيب دفاعاتها الجوية بعد الضرر الكبير الذي لحق بها جراء القصف الإسرائيلي في يونيو الماضي. وفق تقارير غربية، جرى استبدال المنظومات المتضررة بأخرى جديدة، وسط معلومات تتحدث عن إرسال الصين لأنظمة متطورة إلى إيران، الأمر الذي نفته السفارة الصينية في تل أبيب بشكل قاطع.
لكنّ توقيت هذه الأنباء، بالتزامن مع تأكيد إيراني رسمي بتعزيز مواقع الدفاع الجوي، يطرح تساؤلات حول مدى دقة النفي الصيني. خصوصًا وأن التجربة أظهرت قدرة السلاح الصيني على إحداث مفاجآت عسكرية، كما جرى خلال النزاع الأخير بين الهند وباكستان.
وكشفت صحيفة نيويورك تايمز أن الحرائق والانفجارات التي شهدتها إيران في الأسابيع الماضية كانت نتيجة "أعمال تخريب" يُرجح أن إسرائيل تقف خلفها.
وأكد مسؤول في الحرس الثوري أن تكرار هذه الحوادث أثار قلقًا داخل دوائر صنع القرار الإيراني، فيما اعتبر مسؤولون أوروبيون أن تل أبيب تستخدم هذا النمط من الهجمات كوسيلة "للضغط النفسي"، أكثر منها أدوات عسكرية مباشرة.
وتُظهر هذه التكتيكات أن المواجهة الإسرائيلية-الإيرانية لم تتوقف، بل دخلت مرحلة جديدة قوامها التفجير عن بعد، والتخريب، والهجمات الإلكترونية، وهي وسائل تتيح لتل أبيب ممارسة الضغط دون الحاجة إلى إعلان حرب شاملة.
تحالفات تتشكل.. وبكين على الطاولة
في طهران، اجتمع ممثلون عن إيران وروسيا والصين لمواصلة التشاور بشأن البرنامج النووي الإيراني. بحسب وكالة تسنيم الإيرانية، ناقش المجتمعون رفع العقوبات ومتابعة التنسيق الاستراتيجي، واتفقوا على استمرار اللقاءات الثلاثية خلال الأسابيع المقبلة.
ورغم النفي الصيني لإرسال أنظمة دفاعية إلى إيران، يرى كبير الباحثين في معهد دراسات الأمن القومي يوحنان تسوريف خلال حديثه الى برنامج التاسعة على سكاي نيوز عربية ، أن دخول الصين إلى خط التسلح الإيراني لا يُستبعد على المدى البعيد، لكنه "ليس وشيكًا". فبكين، كما يقول، تُفضل النفوذ الاقتصادي والاستثمار، وتُحجم عن التدخلات العسكرية المباشرة التي قد تُهدد مشاريعها في المنطقة، بما فيها داخل إسرائيل نفسها.
يرى تسوريف أن إيران فقدت الكثير من قدراتها، بما في ذلك فاعلية "محور المقاومة"، الذي بات مشلولًا منذ شهور. كما أن الدفاعات الجوية والقدرات النووية الإيرانية تعرضت لضربات مؤلمة، وهو ما دفع طهران للاستدارة نحو الصين وروسيا لتعويض الخسائر.
لكنه في الوقت ذاته يُحذر من التهوين من المرحلة القادمة، فإسرائيل تراقب بدقة نوعية المعدات الجديدة التي تدخل الترسانة الإيرانية، وتُخطط لكيفية مواجهتها. "الحرب لم تعد مجرد معارك على الأرض"، كما يقول، بل أصبحت أيضًا "صراعًا تكنولوجيًا وعلميًا" يشمل جمع المعلومات، وتفكيك قدرات الخصم قبل أن تُستخدم.
حسابات الصين
رغم أن الصين تبدو مترددة في لعب دور عسكري مباشر في الشرق الأوسط، إلا أن تسوريف لا يستبعد أن يكون هناك تنسيق مستتر مع طهران، خاصة في ظل تراجع قدرة روسيا على تلبية الاحتياجات الإيرانية بسبب انشغالها بالحرب في أوكرانيا.
ويُلفت تسوريف إلى أن بكين لديها استثمارات ضخمة في إسرائيل ودول الخليج، وهي حريصة على عدم المساس بها. وهذا يفسر، برأيه، لماذا تتعامل الصين بحذر بالغ مع الملف العسكري الإيراني، وتُفضّل القنوات الدبلوماسية والاقتصادية لتعزيز نفوذها.
في خضم هذا التصعيد غير المعلن، يُشير تسوريف إلى أن "كل شيء يرتبط بغزة". فهي كانت الشرارة، والمفتاح لأي حل قادم. التقدم الجاري في مفاوضات الدوحة، إذا ما تُوّج بصفقة تبادل شاملة، قد يُغيّر قواعد اللعبة في المنطقة، ويمنح إسرائيل فرصة لإعادة ترتيب علاقتها بجيرانها، وربما يُفضي إلى شرق أوسط جديد بلا ميليشيات.
لكنه يُحذّر من الإفراط في التفاؤل، فالأصوليون داخل إيران وإسرائيل – كما يقول – يفضلون الخطاب الحاد والتصريحات الشعبوية التي تروق لناخبيهم، دون أن تكون لديهم نية حقيقية للتنفيذ.
رغم التهدئة الظاهرة، يترقب الجميع لحظة الانفجار التالية. فإسرائيل تلوّح بالحرب، وتُجري مراجعات لما مضى، بينما إيران تحاول تجاوز الضربة وتعيد بناء منظوماتها، مدعومة بتحالفات ثلاثية مع روسيا والصين. أما بكين، فهي تمسك العصا من الوسط: تقترب ببطء من المشهد دون أن تخلع عنها رداء الاقتصاد.
بين تصريحات وزراء الدفاع وانفجارات الظل ومفاوضات النووي، تبقى عقارب الساعة تتحرك، لكن السؤال الأهم: من يحدد لحظة الصفر؟ وهل ستتوقف الحرب المؤجلة قبل أن تشتعل جبهات جديدة؟ أم أن الشرق الأوسط سيظل عالقًا بين المواجهة والحذر؟ الأيام القادمة وحدها ستجيب.
0 تعليق