تعرضت خدمة الإنترنت عبر الأقمار الصناعية "ستارلينك" (Starlink) لانقطاع مفاجئ في خدمتها عن جميع مناطق اليمن، في الساعات القليلة الماضية، ما أثار استغراب واستفسارات واسعة بين المستخدمين الذين يعتمدون بشكل كبير على هذه الخدمة في ظل تدهور البنية التحتية للاتصالات التقليدية.

وأفاد عدد من المشتركين في خدمة "ستارلينك" في مختلف المحافظات اليمنية، بفقدان كامل للاتصال بالإنترنت، دون سابق إنذار، مشيرين إلى أن أجهزة الاستقبال تظهر حالة "انفصال عن الشبكة"، مع تعذر إعادة الاتصال رغم محاولات إعادة التشغيل المتكررة.

في المقابل، أصدر الملياردير إيلون ماسك، مؤسس ورئيس شركة "سبيس إكس" المالكة لمشروع "ستارلينك"، بياناً مقتضباً أكد فيه أن الانقطاع الذي طال الخدمة في اليمن "مؤقت"، ناتج عن عطل تقني طارئ تم اكتشافه خلال الساعات الماضية.

وقال ماسك عبر منشور على منصته "إكس" (X): "نعتذر للعملاء عن انقطاع خدمة ستارلينك. العطل فني ومؤقت، وفريق الهندسة يعمل حالياً على معالجته بالكامل. نضمن اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لضمان عدم تكرار هذا الموقف مستقبلاً".

وأوضح ماسك أن الشركة تجري تحليلاً دقيقاً للبنية التحتية الفضائية والبرمجية لتحديد الجذر التقني للعطل، مشيراً إلى أن الخدمة من المتوقع أن تُستأنف تدريجياً خلال الساعات القليلة المقبلة، بعد إتمام الإصلاحات المطلوبة.

ويُعد "ستارلينك" أحد المصادر الرئيسية للاتصال بالإنترنت في اليمن، خاصة في المناطق التي تضررت بشدة من الحرب، أو التي تفتقر إلى شبكات الاتصالات الأرضية. وقد لجأ إليها آلاف المدنيين، والمنظمات الإنسانية، والشركات الصغيرة، كحل بديل لمواصلة العمل والدراسة والاتصال بالعالم الخارجي.

وأعرب متابعون عن قلقهم من تكرار مثل هذه الانقطاعات، داعين إلى تحسين موثوقية الخدمة، وضرورة توفير خطط احتياطية لضمان استمرارية الاتصال، خاصة في بلد يعاني من أوضاع إنسانية ومعيشية صعبة.

وتُجري "ستارلينك" حالياً تحديثات فنية على شبكتها العالمية، تشمل تعديلات في التوجيه الفضائي، وتحسينات في بروتوكولات الأمان، ما قد يكون ساهم في حدوث هذا العطل المؤقت.

ويترقب المستخدمون في اليمن استعادة الخدمة بشكل كامل، فيما تتعهد الشركة بتعزيز قدرتها التشغيلية لضمان استقرار أكبر في المستقبل القريب.