تمكّن الصياد المخضرم صلاح محفوظ الربيعي، من إنجاز عملية اصطياد نادرة لثعبان "كوبرا الملك" – أحد أكثر أنواع الأفاعي سُمية وخطورة في العالم – في منطقة حوث بمحافظة عمران، في حدث أثار اهتمامًا واسعًا بين السكان وناشطي البيئة.

ووفقًا للتفاصيل التي كشف عنها الربيعي، فقد كان في جولة روتينية بالمنطقة، عندما لاحظ حركة غير معتادة في إحدى التضاريس القريبة من بركة مياه، حيث كان الثعبان يتحرك باتجاه الماء بهدوء، في مشهد يوحي بالهدوء، لكنه يحمل في طياته خطرًا داهمًا.

وأوضح الربيعي أن لحظة اكتشاف الكوبرا كانت مفاجئة، مؤكدًا أن الثعبان بدأ في اتخاذ وضعية الهجوم فور إدراك وجوده، ما استدعى تدخلًا سريعًا وحاسمًا لمنعه من الهرب أو مهاجمة أحد السكان القريبين. وقال: "كانت لحظات حاسمة، فقد حاولت الاقتراب بهدوء، لكن الكوبرا شعرت بوجودي وارتفع جزء من جسده وفتح غطاء رأسه استعدادًا للهجوم، وكاد أن يلدغني لولا تدخلي السريع".

وأضاف أنه دخل في صراع محفوف بالمخاطر استمر لعدة دقائق، استخدم خلاله مهاراته المتراكمة من سنوات في التعامل مع الأفاعي السامة، حيث استخدم عصا متخصصة ومعدات وقائية بسيطة، موضحًا أن كل حركة كانت تتطلب تركيزًا دقيقًا، خشية من لدغة قد تكون قاتلة.

وبعد محاولات متعددة وتحمّل شديد للتوتر، تمكن الربيعي أخيرًا من تثبيت الثعبان والسيطرة عليه بنجاح، ليتم اصطحابه إلى مكان آمن بعيدًا عن التجمعات السكانية، تمهيدًا لتسليمه إلى الجهات المختصة أو مراكز دراسة الحياة البرية، بهدف دراسة هذا النوع النادر.

وأثار اصطياد "كوبرا الملك" – الذي يُعد من الأنواع النادرة التي يُقل رصدها في اليمن – اهتمام المختصين في مجال البيئة والحياة البرية، الذين أشادوا بالشجاعة الكبيرة التي أظهرها الصياد، واعتبروه نموذجًا للإنسان الذي يمتلك المعرفة والشجاعة في التعامل مع الكائنات الخطيرة دون قتلها.

وأشار خبراء إلى أن ظهور الكوبرا الملك في هذه المنطقة قد يكون مؤشرًا على تغيرات بيئية أو انتقال أنواع نادرة بسبب عوامل مناخية أو بيئية، داعين إلى مزيد من الدراسات الميدانية لمراقبة التنوع الحيوي في محافظة عمران.

في المقابل، أشاد أهالي المنطقة بصلاح الربيعي، واعتبروه بطلًا شعبيًا، نظرًا لما بذله من جهد لحماية السكان من خطر حقيقي، مشيدين بوعيه وحرصه على التعامل مع الحيوان بطريقة لا تؤدي إلى تدمير التوازن البيئي.

ويُذكر أن "كوبرا الملك" (Ophiophagus hannah) يُعد أطول ثعبان سام في العالم، ويمكن أن يصل طوله إلى أكثر من 5 أمتار، وتُعرف لدغته بأنها شديدة السمية وقد تكون قاتلة في حال عدم تلقي العلاج الفوري، لكنه في المقابل يُعتبر من الأنواع المهددة بالانقراض في بعض المناطق، ويحظى بحماية دولية في العديد من البلدان.

وتجدر الإشارة إلى أن هذه الحادثة تسلط الضوء على أهمية التوعية بمخاطر الحياة البرية، وضرورة تدريب المتخصصين والصيادين المحليين على التعامل الآمن مع مثل هذه الكائنات، بما يضمن سلامة الإنسان والحفاظ على التنوع البيولوجي.