عقد عضو مجلس القيادة الرئاسي، الشيخ عبدالرحمن محمد المحرّمي، اليوم الإثنين، في العاصمة المؤقتة عدن، اجتماعاً موسعاً مع وزير الأشغال العامة والطرق، المهندس سالم ثابت الحريزي، لمناقشة أوضاع قطاع الأشغال العامة، واستعراض آخر المستجدات في تنفيذ مشاريع الطرق والجسور بالمحافظات المحررة، ضمن جهود إعادة الإعمار وتحسين البنية التحتية بعد سنوات من الدمار الناتج عن الحرب.

وجرى خلال اللقاء استعراض شامل لواقع وزارة الأشغال العامة والطرق، حيث قدّم الوزير الحريزي إحاطة مفصلة حول الخطط الاستراتيجية للوزارة خلال المرحلة القادمة، مع التركيز على أولويات العمل التي تشمل إعادة تأهيل الطرق الحيوية والرئيسية التي تربط المحافظات ببعضها، وتحسين كفاءة شبكة النقل البري، بما يُسهم في تسهيل حركة التجارة والتنقل بين المناطق المحررة.

كما ناقش الجانبان القائمة الطويلة من المشاريع المتعثرة التي توقفت لأسباب مالية ولوجستية وأمنية، مؤكدين على الحاجة الملحة إلى تدخلات عاجلة لإعادة تنشيط هذه المشاريع، خاصة تلك ذات الأهمية الوطنية مثل طرق "عدن - تعز"، و"الضالع - إب"، ومشاريع الجسور الكبرى المتضررة في عدد من المحافظات الجنوبية والوسطى.

وأكد المحرّمي خلال اللقاء على الدور الحيوي الذي تضطلع به وزارة الأشغال العامة في دعم الاستقرار وتحقيق التنمية، مشدداً على ضرورة مضاعفة الجهود لتحسين الخدمات الأساسية، خصوصاً في قطاعات النقل والبنية التحتية التي تمثل ركيزة أساسية لانتعاش الاقتصاد الوطني وتحسين ظروف الحياة للمواطنين.

وشدد عضو مجلس القيادة الرئاسي على أهمية تركيز الأولويات على المشاريع التي لها انعكاس مباشر على حياة الناس، مثل صيانة الطرق الفرعية، وإصلاح الكباري المنهارة، وفتح الطرق المعطلة في المناطق النائية، داعياً إلى تبني نهج شفاف وفعّال في إدارة المشاريع، يراعي أعلى المعايير الفنية ويضمن الشفافية والكفاءة في استخدام الموارد.

كما تناول الاجتماع التحديات الكبيرة التي تواجه تنفيذ خطط الوزارة، لا سيما الأضرار الجسيمة التي لحقت بالبنية التحتية نتيجة سنوات من النزاع المسلح، ونقص التمويل، وضعف الإمكانيات اللوجستية. وفي هذا السياق، جرى التأكيد على ضرورة تعزيز التنسيق بين مختلف الجهات الحكومية، والسلطات المحلية، والمنظمات الدولية والممولين الدوليين، للعمل بشكل متكامل يُسرّع من وتيرة التعافي ويدعم جهود إعادة الإعمار.

وأعرب المحرّمي عن دعم مجلس القيادة الرئاسي الكامل لكافة المبادرات والجهود التي تبذلها وزارة الأشغال العامة والطرق، مشيداً بالعمل الفني والمهني الذي تقوم به كوادر الوزارة رغم الصعوبات. ودعا إلى تضافر الجهود بين الوزارات والمؤسسات المحلية والإقليمية والدولية، لتحقيق نتائج ملموسة على الأرض، وضمان تنفيذ المشاريع بجودة عالية ووفق الجداول الزمنية المحددة.

واعتبر اللقاء خطوة مهمة في مسار تفعيل الدولة وبناء مؤسساتها، لا سيما في ظل التحولات السياسية والإنسانية التي تشهدها اليمن، مؤكداً أن استقرار البنية التحتية هو أحد الركائز الأساسية لاستعادة الدولة وتحقيق السلام والاستقرار المجتمعي.

ويأتي هذا اللقاء في إطار المتابعة المستمرة من قبل قيادة مجلس القيادة الرئاسي للملفات الخدمية والإنمائية، باعتبارها أولوية وطنية في مرحلة ما بعد التحرير، وتأكيداً على التزام القيادة بتحسين مستوى المعيشة وتقديم خدمات أساسية فعّالة للمواطنين في كل أنحاء الجمهورية.