أحدثت الصحفية السورية المقيمة في لبنان، كريستين ياسين، حفيدة الشيخ مرهج شاهين، بلبلة إعلامية وجدلًا اجتماعيًا كبيرًا بعد أن نشرت منشورًا عبر حسابها الشخصي على وسائل التواصل الاجتماعي، مساء الأربعاء، تعلن فيه "استشهاد" جدها، لتعود صباح الخميس وتنفي الخبر تمامًا دون تقديم أي توضيحات إضافية، مكتفية بالتأكيد أنه على قيد الحياة.

ويأتي هذا التناقض وسط انقطاع تام في خدمات الإنترنت والاتصالات في محافظة السويداء، ما جعل الحصول على المعلومات من داخل المدينة أمرًا بالغ الصعوبة، خاصة في ظل الأوضاع الأمنية المتدهورة نتيجة الاشتباكات المسلحة الأخيرة.

الشيخ مرهج شاهين.. حكيم درزي وشخصية اجتماعية مرموقة

يُعد الشيخ مرهج شاهين أحد أبرز الرموز الدينية والاجتماعية في الطائفة الدرزية، ويبلغ من العمر نحو 80 عامًا.

عرف عنه الجمع بين الحكمة الشعبية والفكر الثقافي، فهو شاعر وأديب، إضافة إلى دوره البارز كمؤسس لمضافة تقليدية تحولت لاحقًا إلى متحف تراثي.

شارك الشيخ في العديد من المواقف الدفاعية عن أبناء مجتمعه، واحتفظ بمكانة كبيرة بين أهالي السويداء نظرًا لثباته على المبادئ وعدم ميله إلى أي طرف سياسي أو عسكري.

اقتحام مسلح لمنزله وحلق شاربه يثير غضب الدروز

انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية مقطع فيديو صادم، يوثق لحظة اقتحام مجموعة مسلحة، يقال إنها مدعومة من أجهزة الأمن السورية، لمنزل الشيخ شاهين.

ويظهر الفيديو إهانة علنية له، حيث أُجبر على الجلوس بطريقة مذلة، وتم حلق شاربه أمام الناس، في تصرف عدّه أبناء الطائفة الدرزية إهانة صارخة تمسّ الكرامة والهيبة، خصوصًا أن الشارب يمثل رمز الرجولة والفخر في هذا المجتمع التقليدي المحافظ.

انهيار الوضع الإنساني في السويداء بعد انسحاب القوات

بالتزامن مع هذا الحدث المؤلم، شهدت محافظة السويداء حالة من الانفلات الأمني الكامل بعد انسحاب القوات الحكومية، وبدأت تقارير محلية تتحدث عن مشاهد صادمة في شوارع المدينة، حيث عُثر على جثث في البيوت، وعلى الأرصفة، من بينها نساء وأطفال وكبار في السن، وذكرت بعض الوسائل أن بعضهم تعرض لإعدامات ميدانية.

وأكدت المصادر الإعلامية المحلية أن مستشفى السويداء الرئيسي خرج عن الخدمة بالكامل، بينما تستمر انقطاعات الكهرباء لليوم الرابع على التوالي، إلى جانب شلل في شبكة الاتصالات وتوقف عشرات آبار المياه بسبب نقص الوقود والكهرباء.

مأساة السويداء تتجاوز الحدود المحلية

المشهد في السويداء بات يُنذر بكارثة إنسانية شاملة، وسط عجز دولي عن التدخل، وصمت حكومي داخلي، وتوترات طائفية متصاعدة.

ورغم نفي حفيدة الشيخ مرهج شاهين نبأ وفاته، إلا أن الحادثة برمتها، بدءًا من اقتحام منزله وصولًا إلى إهانته، تُعد مؤشرًا خطيرًا على تصدع الوضع الاجتماعي والأمني في جنوب سوريا، مع تصاعد الأصوات المحلية المطالبة بحماية المدنيين ومحاسبة المتورطين.