نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الأمم المتحدة: مذبحة جديدة بكردفان ومخاوف من كارثة إنسانية بالسودان - كورة نيوز, اليوم الأربعاء 16 يوليو 2025 01:14 مساءً
أعرب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) عن قلقه البالغ بعد مقتل أكثر من 300 شخص، بينهم أطفال ونساء حوامل، جراء هجمات وحشية استهدفت قرى في منطقة بارا بولاية شمال كردفان في السودان، وسط تصاعد متواصل في حدة الأعمال العدائية.
وأكد المتحدث الرسمي باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، أن هذه الوقائع تمثل "تذكيرًا مأساويًا بحجم الخسائر الفادحة التي يُلحقها الصراع بالمدنيين في السودان"، مشددًا على ضرورة احترام القانون الدولي الإنساني وعدم استهداف المدنيين أو البنية التحتية.
تصاعد القتال وتفاقم معاناة المدنيين
أشار تقرير صادر عن أوتشا إلى أن القصف تجدد أيضًا في مدينة الأبيض، عاصمة شمال كردفان، مما فاقم حالة الذعر وانعدام الأمن بين السكان، الذين باتوا يفرون بأعداد متزايدة بحثًا عن الأمان في مناطق أخرى من البلاد، لا سيما في الولاية الشمالية.
كما أفاد التقرير بوقوع أكثر من 20 قتيلًا في هجمات جديدة على قريتي الفولة وأبو زبد في ولاية غرب كردفان، بين 10 و13 يوليو الجاري، ما أدى إلى تعطل العمليات الإنسانية في هذه المناطق المتضررة بفعل العنف.
نزوح جماعي وصعوبات إضافية بسبب الأمطار
أكد المكتب الأممي أن موجات النزوح الداخلي مستمرة بوتيرة متسارعة، خاصة من شمال كردفان ومدينة الفاشر في شمال دارفور، وسط تدهور مستمر في الخدمات الصحية والغذائية. وزاد الأمر سوءًا قدوم موسم الأمطار، حيث تسببت الرياح العاتية والأمطار الغزيرة مؤخرًا في تدمير مخيمات للنازحين ومخازن الغذاء في ولاية القضارف، مما أثر على نحو 2,700 شخص.
وأظهر تقييم سريع أجرته منظمات الأمم المتحدة أن معظم النازحين يعبرون عن رغبتهم في العودة إلى مناطقهم الأصلية، لكنهم يفتقرون للدعم الكافي لتحقيق ذلك.
تراجع حاد في خدمات الصحة والتطعيم
وفي ضوء تدهور الأوضاع، أطلقت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) تحذيرًا من أن الصراع الدائر أدى إلى تراجع معدلات تطعيم الأطفال إلى أدنى مستوياتها منذ أربعة عقود، ما يُنذر بكارثة صحية محتملة.
ووفقًا لتقارير مشتركة من منظمة الصحة العالمية واليونيسف، فإن ما لا يقل عن 880 ألف طفل في السودان لم يتلقوا اللقاح الأول ضد الدفتيريا والكزاز والسعال الديكي (DTP1) خلال العام الماضي، الأمر الذي أدى إلى تفشي أمراض مثل شلل الأطفال والحصبة.
دعوة عاجلة لوقف التصعيد وحماية المدنيين
جدد مكتب الأمم المتحدة دعوته لجميع أطراف النزاع لاحترام التزاماتهم الدولية، وإنهاء العنف الممنهج ضد المدنيين، وخاصة في المناطق الريفية والمراكز السكنية المتضررة. وأكدت المنظمة أن استمرار تدهور الوضع الإنساني في السودان ينذر بانفجار كارثي وشيك إذا لم تُتخذ خطوات عاجلة لحماية المدنيين وضمان إيصال المساعدات الإنسانية.
يمضي السودان نحو مزيد من الفوضى الإنسانية والكارثة الصحية، في ظل غياب الحلول السياسية وتزايد الاستهداف العشوائي للمدنيين. وبينما تسعى المنظمات الدولية جاهدة للتخفيف من المعاناة، يظل مستقبل الملايين مرهونًا بوقف العنف وضمان العودة الآمنة للنازحين إلى ديارهم.
0 تعليق