تدفقت تعزيزات عسكرية إلى محافظة المهرة شرقي اليمن خلال الساعات الماضية، عقب تصاعد التوترات الأمنية على خلفية اعتقال القيادي الحوثي محمد الزايدي في منفذ صرفيت الحدودي، ومحاولة موالين له زعزعة الاستقرار في المحافظة.

مصادر متطابقة، أكدت أن المجلس الانتقالي الجنوبي دفع بتعزيزات إلى المحافظة، بالتزامن مع وصول عشرات المسلحين من محافظتي الجوف ومأرب على متن نحو 20 سيارة إلى مديرية شحن، تحت ذريعة تقديم واجب العزاء في وقاة والد شخص مستثمر من آل "الزايدي" بالمحافظة.

قوات الجيش اليمني بدورها دفعت بوحدات قتالية إلى مدينة شحن، وأحكمت سيطرتها على مداخلها، مانعة المسلحين من التقدّم باتجاه الغيضة، عاصمة المحافظة. وعقب الانتشار العسكري، انسحبت المجاميع المسلحة نحو 20 كيلومتراً إلى خارج المدينة.

وساطة قبلية محلية سعت للقاء المسلحين بالسلطة المحلية، إلا أن السلطات الأمنية رفضت المقترح واشترطت خروجهم الكامل من أراضي المهرة قبل أي لقاء.

من جانبها، شددت قيادة الجيش في المهرة على أنها لن تسمح بأي فوضى أو تمرد داخل المحافظة، مؤكدة استعدادها للتعامل الحاسم مع أي محاولة لزعزعة الأمن. وقال قائد محور الغيضة اللواء الركن محسن مرصع في خطاب وجهه للقوات، الجمعة: "أي طقم حوثي سيتقدّم، سندفنه في صحراء المهرة"، داعياً الوحدات العسكرية إلى رفع الجاهزية الكاملة.

وقال اللواء مرصع، مخاطبا منتسبي الجيش: "تمشون وأنتم رجال أبطال، الحوثيون يقاتلون زملاءنا في مأرب وغيرها، واليوم نقاتلهم وندفنهم في الصحراء".

وحث مرصع وحدات الجيش على الثبات ورفع المعنويات، مضيفاً: "معنوياتكم عالية، وأنتم رجال قدها، وأي شخص يعترضكم، امسحوا به الأرض. لا رجوع، لا هروب، لا فرار لهم. نحن أهل النظام والقانون، ونحن أهل الأمن والاستقرار".

وفي رسالة تحذيرية لمن وصفهم بـ"المتسللين بنيّات عدائية"، قال: "من دخل المهرة وهو ناوي لها شر، انهوا أمره، لا تتركوه يفر. واغتنموا ممتلكاتهم وسياراتهم، فهي حلال لكم".

وأكد اللواء مرصع التزامه بقيادة الصفوف الأولى بنفسه، قائلاً: "أنا قائدكم وأولكم، لن أقول لكم اذهبوا بمفردكم، بل سأقول لكم: الحقوني. وخلّوا المعنويات تناطح السماء".

وكانت قوات الأمن قد ألقت القبض على القيادي الحوثي محمد الزايدي أثناء محاولته مغادرة اليمن إلى سلطنة عُمان بجواز دبلوماسي صادر عن سلطات الحوثيين. وخلال محاولة تسليمه لوحدة عسكرية، تعرضت القوة لكمين مفاجئ من قبل مسلحين موالين له، ما أسفر عن مقتل العميد عبدالله زايد قائد كتيبة الدبابات وإصابة عدد من الجنود.