نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مع الشروق : اغتيال الحقيقة - كورة نيوز, اليوم الثلاثاء 12 أغسطس 2025 01:57 صباحاً
نشر في الشروق يوم 11 - 08 - 2025
يشنّ الكيان الصهيوني المحتل منذ 22 شهرا وبالتوازي مع حرب الإبادة والتطهير ضدّ المدنيين، حملة إبادة أخرى ضد الصحفيين وذلك في مسعى منه لطمس الحقيقة وقتل كل صوت ناقل لما يجري في القطاع.
فمنذ السابع من أكتوبر عام 2023،قتل الكيان الصهيوني 238 صحفيا من مختلف المؤسسات الإعلامية كان آخرهم 6 صحفيين دفعة واحدة في مجزرة مروعة بأحد الخيام في القطاع ،ليتربّع بذلك على عرش أكثر الدول قتلا للصحفيين في العالم.
بالاضافة الى ذلك فإنّ هذا الرقم الصادم للشهداء الصحفيين في قطاع غزّة خلال سنتين فقط، يفوق عدد الصحفيين المقتولين في سائر أنحاء العالم، منذ الحرب العالمية الثانية إلى سنة 2023.
قتل الصحفيين أصبح ميزة صهيونية بامتياز، وهو بذلك يثبت ما هو مثبت أصلا، أن الكيان الصهيوني لا يعترف بالقوانين والاعراف الدولية وهو بذلك فوق كل القوانين والمواثيق الدولية، وثانيا أنه يريد إبادة كل شيء يتحرّك في غزّة.
فمفهوم الاغتيال متجذّر عند الكيان الصهيوني منذ إقامته على الأراضي المحتلة، يشمل كل شيء من الانسان إلى الهوية والثقافة وصولا إلى الحقيقة.
كان واضحا منذ تمرير الكنيست الصهيوني لقانون ضم الضفة الغربية وغور الأردن واقرار احتلال كامل قطاع غزة، أن الكيان الصهيوني يحضّر لمرحلة جديدة من الابادة الوحشية.
ويبدو أن الأيام المقبلة ستكون أكثر وحشية في إبادة سكان القطاع بجميع أطيافهم ودون استثناء، في ظل تلكّؤ المجتمع الدولي وصمته وتواطئه والاكتفاء بقرارات جوفاء من قبيل الاعتراف بدولة فلسطينية.
عن أي دولة فلسطينية مستقبلية يتحدثون وشعب هذه الدولة يباد الآن؟ لماذا لا يتم اتخاذ قرارات او اجراءات عملية توقف الإبادة بدل الخوف من الكيان الصهيوني بتهديده بالاعتراف بدولة فلسطينية لا يعترف بها اصلا ويفرض سلطته حتى على السلطة الحالية ؟
مشروع الكيان الصهيوني المحتل في المنطقة (إسرائيل الكبرى) وصل إلى مرحلة اللاعودة، لذلك لا يريد الكيان التراجع مهما كان الثمن، وإن كان على بحار من الدماء وهو الذي يعرف جيدا أن العرب لن يفعلوا شيئا وسيتناسون كما حدث دائما. وفي ظل وجود حكومة متطرفة وارهابية متعطشة جدا لسفك دماء العرب، ورئيس حكومة قرر أن يرمي بكل أوراقه على الطاولة، فإن الابادة الجماعية ستستمرّ بعنف وإن لم يبق أي طرف داعم لذلك حتى لو كانت الولايات المتحدة نفسها.
فالصمت الغربي والتواطؤ والخذلان العربي تجاه ما يفعله الكيان المحتل في الأراضي المحتلة، كفيل باصرار الاحتلال على إكمال مهمّته حتى النهاية.
إن المنطقة أمام مفترق طرق تاريخي سيغيّر وجه الشرق الأوسط والجغرافيا العربية ككل دون رجعة، وهذه هي أخطر مرحلة يمرّ بها العرب في "صراعهم" مع الاحتلال الإسرائيلي.
بدرالدّين السّيّاري
انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.
0 تعليق