أطلق فريق شباب متطوعين مصر، بالتعاون مع مبادرة هويتنا مصرية ومبادرة بيئة سكندرية جديدة، والتابعين لجمعية خليك إيجابي، اليوم السبت، حملة موسعة لتنظيف وتجميل المسرح الروماني ومنطقة آثار كوم الدكة، بالتنسيق مع الهيئة العامة المصرية لتنشيط السياحة - مكتب الإسكندرية.

وشهدت الحملة، التي شارك فيها نحو 40 متطوعًا، رفع كميات كبيرة من المخلفات داخل الموقع الأثري والمحيط الخارجي له، خاصة المخلفات البلاستيكية والأكياس التي تتراكم نتيجة انخفاض مستوى الحفائر عن مستوى الشوارع المحيطة، ما يجعلها عرضة للتطاير بفعل الرياح.

كما قام المتطوعون بجولة توعية للمحال والمقاهي المطلة على شارع صفية زغلول، لتعريفهم بأهمية الموقع الأثري و تاريخه، وحثهم على المساهمة في الحفاظ على نظافته، بما يعكس صورة إيجابية أمام السائحين والزوار وتضمن اليوم جولة تعريفية للشباب المشاركين حول أبرز معالم المنطقة الأثرية، شملت المسرح الروماني، وفيلا الطيور، والمدينة القديمة، والحمامات، والأكاديمية.

و أوضح رامي يسري، رئيس جمعية "خليك إيجابي"، أن الحملة تمثل خطوة مهمة في تعزيز روح الانتماء لدى الشباب، إذ انتقلت مشاعرهم من مجرد الإعجاب بالتاريخ إلى إحساس عميق بامتلاك إرث حضاري لا يقدّر بثمن مؤكدا أن الحفاظ على هذه الكنوز الأثرية يتطلب تكاتف الجهود لوضع لافتات توعوية واضحة، وتشديد العقوبات على أي أعمال تشويه أو إهمال تطال المواقع التاريخية، لضمان صونها للأجيال القادمة.

فيما أعربت سلمى مبروك، رئيس مبادرة "هويتنا مصرية"، عن سعادتها البالغة بحصول فريق المبادرة على إشادة مباشرة من إحدى السائحات الصينيات، التي توقفت خصيصًا للتعبير عن امتنانها لجهودهم في تنظيف وتجميل الموقع الأثري، مؤكدة أن هذه الكلمات البسيطة كانت بمثابة دافع معنوي قوي يعكس تأثير العمل التطوعي في عيون الزائرين من مختلف الجنسيات.

وأضافت ندى فتح الله، رئيس فريق شباب متطوعين مصر، أن الجهود التي بذلها الفريق خلال الحملة لم تكن سهلة، خاصة في ظل ارتفاع درجات الحرارة، حيث استلزم العمل ساعات طويلة من التنظيف والترتيب وسط ظروف مناخية مرهقة مشيراً أن لحظة رؤية الموقع بعد انتهاء الحملة وقد استعاد رونقه وبريقه، كانت كفيلة بمحو تعب الساعات الماضية، مؤكدة أن هذا الأثر الإيجابي يمنحهم دافعًا قويًا لمواصلة المبادرات التطوعية التي تخدم المجتمع وتعيد إحياء الأماكن التراثية في الإسكندرية.

و أكد محمد مصطفى، رئيس مبادرة "بيئة سكندرية جديدة"، أن الحملات التطوعية تمثل خطوة مهمة في الحفاظ على المظهر الجمالي والبيئي للإسكندرية، لكنها تظل غير كافية إذا لم يصاحبها وعي مجتمعي حقيقي مشدداً على ضرورة تكثيف الجهود لنشر الثقافة البيئية بين المواطنين، خاصة في المناطق القريبة من المواقع التاريخية، لضمان استدامة هذه الجهود والحفاظ على تراث المدينة للأجيال القادمة.

وفي السياق ذاته، أشاد مدير المسرح الروماني بالإسكندرية بالمبادرات الشبابية التي تساهم في صون المواقع الأثرية، مؤكدًا أن ما قام به المتطوعون يعكس روح الانتماء والمسؤولية و وجّه الشكر للفريق المنظم والقائمين على المبادرة، معتبرًا ما قدموه خدمة جليلة للموقع الأثري تسهم في تعزيز مكانته كمزار سياحي وثقافي بارز في المدينة.