أظهرت محركات البحث، وفي مقدمتها "غوغل"، جانباً طريفاً من السلوك البشري، حيث تبيّن أن كثيراً من المستخدمين يلجؤون إلى طرح أسئلة لا تخلو من الغرابة والدهشة، تعكس فضولاً لا حدود له في عصر تتداخل فيه التكنولوجيا مع الحياة اليومية.

وتنوعت هذه الأسئلة بين ما هو فكاهي وما يلامس الخيال أو حتى ما يكشف عن ارتباك داخلي، مثل سؤال "هل للبطاريق مفاصل للركبة؟"، والذي اتضح علمياً أن البطاريق تملك بالفعل مفاصل ركبة، لكنها مخفية تحت طبقات كثيفة من الريش والدهون، ما يجعل مشيتها الغريبة سبباً في هذا التساؤل غير المعتاد.

ولم تخلُ الأسئلة من طرافة مفرطة أو تجاوز للمنطق، مثل "هل يمكنني الزواج من قطتي؟"، وهو تساؤل طرحه آلاف المستخدمين رغم استحالته من الناحية القانونية والعقلية، مما يعكس ربما تعلّق البعض الشديد بحيواناتهم الأليفة.

وتكررت أيضاً تساؤلات أقل عقلانية مثل "هل يمكنني أكل هاتفي؟" أو "هل تشعر الأسماك بالعطش؟"، إذ يبدو أن بعض المستخدمين يختبرون مدى جدية محركات البحث أو يفرغون حالات مللهم في طرح مثل هذه الأسئلة. علماً أن الأسماك، بحسب العلم، لا تشعر بالعطش كما يفعل الإنسان، إذ تمتص الماء عبر خياشيمها مباشرة.

كما أخذت بعض الأسئلة طابعاً خيالياً بحتاً، مثل: "كيف أصبح حورية بحر؟"، أو فلسفياً غرائبياً مثل: "ماذا لو لم أُقص أظافري أبداً؟"، وهو تساؤل قاد إلى صور حقيقية من موسوعة غينيس لأشخاص تركوا أظافرهم تنمو لسنوات حتى أصبحت بطول سيارة، في مشهد أقرب إلى المأساة منه إلى الترفيه.

ولعل أكثر ما أثار الدهشة هو سؤال "هل أنا متزوج؟"، الذي يكشف إما عن حالة من التهكّم أو ارتباك ذهني عميق، يثير القلق أكثر من الضحك. أما السؤال الظاهري البسيط: "لماذا لا نرى صغار الحمام؟"، فقد قاد إلى إجابة علمية دقيقة، تؤكد أن صغار الحمام تبقى في أعشاشها لفترة طويلة حتى يكتمل نموها وتصبح قادرة على الطيران.