تشهد الأوضاع في مخيم زمزم للنازحين، الواقع جنوب غربي مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور، تصعيدًا مأساويًا مع توالي التقارير عن انتهاكات جسيمة وظهور عناصر أجنبية مسلحة داخل المخيم.

وأكد المتحدث باسم المخيم، محمد خميس دودة، في بيان مصوّر، أن قوات الدعم السريع التي سيطرت على المخيم منذ عدة أشهر "سلّمته مؤخرًا لمجموعة من المرتزقة الكولومبيين"، واصفًا ذلك بأنه تطور خطير في مسلسل الانتهاكات بحق المدنيين.

وأشار دودة إلى أن سكان المخيم تعرضوا لجريمة مزدوجة، بدأت بتهجير قسري في أبريل الماضي على يد مليشيا الدعم السريع، وتواصلت الآن عبر ما وصفه بـ"احتلال المخيم من قبل مقاتلين أجانب". وأضاف أن هؤلاء المرتزقة شوهدوا وهم يتجولون بين المنازل المدمرة وجثث الضحايا التي لم تُدفن بعد، معتبرًا المشهد دليلًا دامغًا على وقوع جرائم حرب ومحاولة لطمس معالم مجزرة كبرى لم تجد من يسلّط الضوء عليها.

وتابع المتحدث أن وجود المرتزقة الأجانب "يدحض بشكل قاطع الرواية التي تقول إن هجمات الدعم السريع استهدفت أهدافًا عسكرية"، مؤكدًا أن ما يجري هو "حرب إبادة ضد المدنيين واحتلال ممنهج بدعم من مقاتلين غير سودانيين".

من جانبها، بثت الصفحة الرسمية للقوات المسلحة السودانية مقاطع فيديو على "فيسبوك" تظهر ما قالت إنهم مرتزقة كولومبيون يقاتلون إلى جانب الدعم السريع في معارك مدينة الفاشر. ونقل موقع "سودان تربيون" عن مصادر عسكرية قولها إن بعض المقاطع عُثر عليها في هواتف مقاتلين أجانب قُتلوا خلال الاشتباكات، وتظهر تجولهم داخل المخيم ومحيط مطار مدينة نيالا، حيث يُعتقد أن الدعم السريع يستخدمه لإيصال الإمدادات وتهريب الموارد مثل الذهب والماشية.

كما أشارت المصادر إلى أن الدعم السريع حول مخيم زمزم إلى ثكنة عسكرية، نُصبت فيها مدافع من طراز هاوتزر استُخدمت لقصف مدينة الفاشر.

وفي سياق متصل، أعلنت القوات المشتركة عن مقتل عدد من "المرتزقة الكولومبيين" خلال المعارك الأخيرة في الفاشر.

ويُذكر أن نحو 499 ألف نازح، يشكلون 99% من سكان مخيم زمزم، فروا من المخيم عقب الهجوم العنيف الذي شنته قوات الدعم السريع في 11 أبريل، قبل أن تفرض سيطرتها الكاملة عليه خلال ثلاثة أيام فقط، مما فاقم من الأزمة الإنسانية المستمرة في دارفور.

للمزيد تابع خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك