كشفت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الجيزة، ملابسات مقطع فيديو تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية، يظهر فيه عدد من الأشخاص أثناء قيامهم بالتعدي بالضرب على شابين داخل إحدى المقابر، بزعم ضبطهما أثناء ممارستهما لأعمال السحر والشعوذة بدائرة مركز شرطة أوسيم.

وبعد انتشار الفيديو، كثفت الأجهزة الأمنية جهودها للتحقق من الواقعة، وتبين من خلال الفحص عدم تلقي مركز شرطة أوسيم أي بلاغ رسمي يتعلق بالحادث المذكور، إلا أنه تم التوصل إلى هوية أطراف الواقعة الظاهرين في مقطع الفيديو، حيث تم ضبط طرف أول مكون من شخصين يعملان سائقين، وطرف ثان من شخصين آخرين يشتبه في قيامهما بممارسة أعمال الدجل، وجميعهم يقيمون بدائرة المركز.

وبمواجهة الطرف الأول، أفاد السائقان أنه أثناء مرورهما بمنطقة المقابر، شاهدا شخصين يقومان بوضع لفافات ورقية داخل أحد المدافن، مدون عليها عبارات غريبة وطلاسم غير مفهومة، الأمر الذي أثار شكوكهما فاستوقفوهما بمساعدة بعض الأهالي، وقاموا بتوبيخهما ومحاولة إجبارهما على التوقف عن تلك الأفعال، قبل أن يصوروا الواقعة ويبثوها على مواقع التواصل، ثم قاموا بصرفهما من المكان دون اللجوء إلى الشرطة في حينه.

" src="">

أما الطرف الثاني، فقد أوضح أحدهما أنه كان يعاني من مشكلات أسرية داخل منزله، مما دفعه للاستعانة بالثاني، والذي ادعى امتلاكه قدرة على "فك الأعمال السحرية"، فاصطحبه إلى المقابر لدفن لفافات تحتوي على طلاسم يزعم أنها تُستخدم في حل مشاكله. وأكد أنهما فوجئا بتجمع الأهالي وتعديهم عليهما بالضرب، وتصوير الواقعة ونشرها على الإنترنت، قبل أن يسمح لهم المواطنون بمغادرة المكان.

وتم اتخاذ الإجراءات القانونية حيال جميع الأطراف المتورطة، سواء من قام بالتصوير والتعدي دون إذن الجهات المختصة، أو من مارس أفعالاً يُشتبه في ارتباطها بالسحر والشعوذة، في الوقت الذي أكدت فيه وزارة الداخلية استمرار حملاتها لرصد مثل هذه الوقائع والتعامل القانوني الفوري معها، مشددة على أهمية الرجوع إلى الجهات المختصة حال الاشتباه في مثل هذه الجرائم، وعدم تداول أو تصوير مقاطع تمس الأمن المجتمعي بدون تصاريح رسمية.