نشر في باب نات يوم 31 - 07 - 2025

الدورة 59 لمهرجان تستور الدولي للمالوف والموسيقى العربية التقليدية اختتمت مساء الأربعاء 30 جويلية 2025 بعرض فني راقٍ للفنانة درصاف الحمداني، التي أبدعت في تقديم طربيات تونسية وعربية وقطع من المالوف الأصيل، وسط حضور جماهيري غفير ملأ فضاء مسرح الهواء الطلق في مدينة تستور، في واحدة من أجمل سهرات المهرجان الذي امتد من 11 إلى 30 جويلية تحت شعار "زمان الوصل"**.
درصاف الحمداني: صوت شجي يجمع بين الكلاسيك والأصالة
انطلقت السهرة بأغنية "يا زهرة" باللغة العربية الفصحى، أدّتها درصاف بصوت عذب استدعى أحاسيس الحنين والسكينة، قبل أن تنتقل إلى أداء وصلات من المالوف ومن ألحان الراحل خميس ترنان، ومن التراث الموسيقي في قطع مثل "ناعورة الطبوع" و"الهوى سلطان" و"محبتك على غزالي"، حيث تجاوب معها الجمهور بشكل لافت.
كما قدمت الفنانة مختارات من المدونة الموسيقية التونسية من بينها "ما صار مقياس يعجب" و"الكون إلى جمالكم مشتاقون"، لتُحلّق بالجمهور في أجواء طربية رفيعة.
تحية لفنانات تونس الخالدات
خصّت درصاف جمهور تستور بأداء مجموعة من أشهر أغاني الراحلة علية، على غرار:
* "ما نحبش فضة وذهب"
* "يا مولي الجنحان الطاير"
* "علي جري"
كما أدّت قطعًا خالدة للفنانة صليحة، وسط تفاعل كبير من الحاضرين، واختتمت السهرة بأغنية "حكاية ليها سنين" بطلب من الجمهور الشاب، الذي شاركها الغناء بانسجام وحماسة كبيرين.
عشرة عازفين... وعزف منفرد ساحر
رافق درصاف الحمداني في العرض مجموعة موسيقية متكوّنة من عشرة عازفين محترفين، أمتعوا الحضور بعزف منفرد على آلات مختلفة بين الحين والآخر، ما أضفى على السهرة بعدًا فنّيًا إضافيًا وأبرز ثراء التوزيع الموسيقي وجودته.
إشادة بالمواهب الشابة واستمرارية المالوف
تميّزت سهرة الاختتام كذلك بتقديم تقرير لجنة التحكيم الخاصة بمسابقة المالوف، التي أشادت ب:
* إقبال الشباب على تعلم هذا النمط الموسيقي العريق
* حرص الفرق على استخدام الآلات التقليدية
* المواهب الجديدة التي تم اكتشافها خلال فعاليات الدورة
مهرجان حافظ على الخصوصية والانفتاح
وكان فخر الدين قرواشي، مدير الدورة 59، قد صرّح في وقت سابق أن مهرجان "زمان الوصل" حافظ على خصوصية تستور وتقاليدها الموسيقية، مشيدًا بالعرض الإنتاجي الخاص للمهرجان "حنين تستور" الذي وثّق العادات المحلية وروّج للثقافة والسياحة بالمنطقة.
عروض الدورة: من تونس إلى ليبيا
من أبرز العروض التي تابعها جمهور الدورة:
* فرقة المقام للمالوف والموشحات من ليبيا
* سهرة الفنانة محرزية الطويل
* عروض للفنانين محمد علي شبيل، سفيان الزايدي ونذير بواب
رسالة وفاء للتراث
أكدت درصاف الحمداني في تصريحاتها أن اختيارها للأغاني في هذه السهرة "جاء من القلب"، معتبرة مهرجان تستور "فضاءً طيبًا" يحتفي بالفن الأصيل ويكرّم الأصوات المخلصة للتراث.
وبذلك، اختتم مهرجان تستور الدولي للمالوف والموسيقى العربية التقليدية دورته التاسعة والخمسين، في ليلة موسيقية حالمة أعادت للذاكرة وهج "زمان الوصل"، وأكدت أن المالوف ما يزال حيًّا ومتجددًا في قلوب الأجيال الجديدة.

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.