بقلم: علي حايك

تقديم: محمد قازان

عقوباتٌ من الولاياتِ المتحدةِ الاميركيةِ على مسؤولينَ في السلطةِ الفلسطينيةِ لحثِّهم الدولَ الاوروبيةَ على الاعترافِ بدولةِ فلسطين..
اميركا هذه التي لم تَحتمل سعيَ السلطةِ الفلسطينية الكاملةِ الولاءِ لها مجردَ الترويجِ لدولةٍ فلسطينية، يريدونَنا ان نُصدّقَ انها الضامنةُ لامنِ بلدِنا وسلامةِ اهلِنا من العدوِ الصهيوني.
اميركا هذه التي صاغت اتفاقَ وقفِ اطلاقِ النارِ في تشرينَ الماضي بينَ لبنانَ والكيانِ العبري وترأست اللجنةَ الخماسيةَ لضمانِ تطبيقِه، ثُمَ تَنصّلت منه بتصريحٍ لموفدِها توم براك من على المنابرِ اللبنانيةِ نفسِها التي تَعهّدت منها ذاتَ تشرينَ برعايةِ الاتفاق..

اميركا هذه التي يَقصِفُ العدوُ الصهيونيُ بطائراتِها وصواريخِها وبرعايتِها التامةِ قُرانا في الجنوبِ والبقاع، يريدونَنا اَن نَطمئِنَ لرعايتِها لبلدِنا وجيشِنا ونُسلّمَ لها سيادتَنا وموردَ قوةِ بلدِنا. وما جرودُ بريتال والناصريةِ بقاعاً والمناطقُ الجنوبيةُ الواقعةُ بينَ الجرمق والمحموديةِ والعيشية – بلدةِ رئيسِ الجمهورية – سوى خيرِ اجابةٍ على عمومِ اسئلةِ اللبنانيينَ المشروعةِ بوجهِ الضماناتِ الاميركيةِ المزعومة ..

امّا عزمُ الدولةِ على ترتيبِ امورِ شعبِها وبسطِ سلطتِها على كاملِ ترابِها فهي مطالبُ اهلِ الجنوبِ قبلَ غيرِهم العاملينَ على الدوامِ لسدِّ غيابِها عن واجباتِها، وسؤالُهم: كيف تَحمينا الدولةُ بعدَ اشهرٍ ثمانيةٍ من تجربةِ الدبلوماسيةِ بوجهِ الاستباحةِ الصهيونيةِ لسيادةِ وكرامةِ الدولةِ والقتلِ اليوميِّ لابنائِها على مسمعِ ومرأى الاميركيِّ وعمومِ لجنتِه الدولية؟ وكيف ستكونُ الاجابةُ على سموترتش الذي اعلنَ بالامسِ انه لا انسحابَ من لبنانَ ولا اعادةَ اعمارٍ ولا منطقةَ آمنةً من قواتِه في لبنان؟ وهل باتَ القرارُ الاميركيُ الاسرائيليُ تخييرَ اللبنانيينَ بينَ الاستسلامِ او الفوضى؟

عناوينُ ردَّ عليها الامينُ العامُّ لحزبِ الله بالامسِ بانَ حقيقةَ التخييرِ هي بينَ السيادةِ والاستعباد ، ولن نختارَ على السيادةِ شيئا. وما عرَضَهُ سماحةُ الشيخ نعيم قاسم بالامسِ من اولويةِ العملِ القائمِ على الانسحابِ الصهيونيِّ ووقفِ العدوانِ واعادةِ الاعمارِ ثُمَ الحديثِ عن استراتيجيةِ الامنِ الوطني لحمايةِ لبنان، يَتطابقُ من حيثُ الاولوياتُ معَ ما طرحَه رئيسُ الجمهوريةِ العماد جوزاف عون اليومَ واسماهُ فرصةً للبنانَ برعايةٍ اميركيةٍ وحماسةٍ سُعوديةٍ ودولية، وقد حَدَّدَهُ بوقفِ العدوانِ والانسحابِ الاسرائيليِّ واعادةِ الاعمارِ وحصرِ السلاح، فَلْنبدأْ بما يُجمعُ عليه الجميعُ من وقفِ العدوان، وبعدَها لكلِّ حادثٍ حديث..

المصدر: قناة المنار