رحل الفنان الكبير لطفي لبيب عن عالمنا بعد معاناة طويلة مع أمراض الشيخوخة وعدة أزمات صحية متتالية، حيث كان على أعتاب عامه الثمانين. وقبل وفاته بأيام قليلة، صرّح لطفي لبيب برفضه الاستمرار في جلسات العلاج الطبيعي، موضحًا أنه بات يشعر بالملل والإرهاق منها، قائلًا في تصريح مؤثر: "أنا حبيت نفسي كده خلاص".

وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي هذه العبارة بشكل واسع، لما تحمله من صدق وألم ورضا في آنٍ واحد، ما جعل جمهور ومحبي الفنان يشعرون بقرب لحظة الوداع، رغم ابتسامته التي بدت مطمئنة في آخر ظهور علني له.

الزيارة الأخيرة من الأب بطرس دانيال تكشف وضعه الصحي

في يوم 18 يوليو 2025، قام الأب بطرس دانيال، رئيس المركز الكاثوليكي للسينما، بزيارة إنسانية مؤثرة إلى منزل الفنان لطفي لبيب بصحبة الفنان حمزة العيلي، للاطمئنان على صحته عقب خروجه من المستشفى بساعات قليلة. وكانت تلك الزيارة بمثابة الوداع غير المعلن، إذ بدت على الفنان ملامح الضعف رغم محاولاته توزيع الابتسامات على من حوله.

وقد وثّقت تلك الزيارة صورة نادرة له بين الأب بطرس وحمزة العيلي، وكانت آخر صورة التُقطت له قبل وفاته، وظهرت خلالها ملامح من السعادة والتقبل لحالته، كما لو كان يعلم أن النهاية تقترب.

ابتسامة لطفي لبيب الأخيرة تبكي محبيه

أثارت الصورة الأخيرة للفنان لطفي لبيب مشاعر كبيرة بين جمهوره، حيث بدا مبتسمًا ومطمئنًا، وهو ما منح محبيه بارقة أمل في تحسن حالته، إلا أن القدر كان له رأي آخر. وبعد أيام من تلك الابتسامة، تدهورت حالته الصحية بشكل مفاجئ، مما استدعى نقله مجددًا إلى العناية المركزة، وفقًا لتصريحات مدير أعماله محمد الديب.

وحتى الساعات الأخيرة من حياته، كان لطفي لبيب يتعامل مع وضعه الصحي برضا نادر، مؤمنًا بقدره، ورافضًا الخضوع للعلاج القسري الذي يثقل كاهله دون تحسن ملحوظ.

لحظة الوداع.. لطفي لبيب يفارق الحياة بعد رحلة عطاء فنية

توفي الفنان لطفي لبيب بعد مسيرة حافلة بالأعمال الفنية التي أثرت في وجدان الجماهير العربية، حيث ترك بصمة قوية في السينما والتلفزيون والمسرح. وكان آخر ظهور رسمي له خلال ندوة تكريمه في مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي، حيث بدت عليه علامات التعب، لكنه أصر على الحضور احترامًا لجمهوره وزملائه.

وخلال الندوة، أكد أنه لا يزال يحب الحياة، ولكنه قرر التوقف عن العلاج الطبيعي لأنه يريد التعايش مع حالته كما هي، قائلاً: "أنا اتصاحبت مع نفسي كده.. وارتحت".

لطفي لبيب.. رحيل نجم وإنسان

يرحل لطفي لبيب بعد أن سطّر لنفسه تاريخًا فنيًا عظيمًا وإنسانيًا راقيًا، حيث تميّز بأداء فريد وأسلوب تمثيلي مميز جعله محبوبًا في قلوب الملايين. ولم يكن مجرد فنان، بل إنسانًا بسيطًا وصادقًا في كل أدواره، وفي حياته الخاصة، وحتى في رحيله.