في كلمة موجّهة إلى أبناء جبل العرب وسائر الموحدين الدروز، أكد الشيخ أبو يوسف أمين الصايغ، المرجع الروحي للطائفة، أن الطائفة الدرزية والمجتمع الموحد يواجهان مفترق طرق حاسمًا يتطلّب اختيارًا سليمًا وعدم إضاعة “البوصلة”، معتبرًا أن هذا ليس وقتًا لتسجيل مواقف سياسية عابرة، بل صراعٌ لإثبات جدارة الهوية الدرزية كمجتمع في الحاضر والمستقبل.

وأشار إلى أهمية استعادة الوعي والقيم المعروفة لاستمرار المشاركة الفاعلة في صنع التاريخ وعدم الوقوع فريسة للصراعات الدولية.

وشدّد الشيخ على الوعي الديني والسياسي لتراث طائفة الموحدين الدروز وإسهامها الفكري والإنساني في الحضارة العربية الإسلامية، مؤكدًا ضرورة عدم إغفال “أمن الهوية” رغم تحديات الأمن المادي.

وعدَّ ما حصل من مجازر في السويداء فاجعةً لا تؤثر فقط على التاريخ، بل على العقل والوعي والدين والمستقبل، داعيًا إلى التمسك بخيار الدولة التعددية العادلة كضامن للحقوق، ومناشدة الأشقاء في الدول العربية لتأمين معابر إنسانية لأبناء السويداء.

كما أكّد على حق التواصل والتفاعل السليم مع كافة المجتمعات الدرزية لتعزيز الهوية العربية لهذه المجتمعات، مذكّرًا بأن المجتمع التوحيدي له نظامه الخاص المستند إلى القيم التوحيدية والإنسانية، وعلى القوانين أن تحفظ هذه القيم لا أن تهدمها.

وأعرب عن تقديره لدور النخب من الموحدين الدروز في التصدي للظلم، لا سيما في سوريا، مع تأكيد أن رسالة الطائفة الواسعة، عميقة في تاريخها ومكانتها، وهي متمسكة بجوهرها الإنساني التوحيدي ووحدتها العاقلة في المسار والمصير.

وختم كلمته بدعوة عقلاء جبل العرب إلى وقفة تأملية عميقة تسأل عن هويتهم ومصيرهم والغاية من وجودهم، مؤكدًا أن الخير الدائم للطائفة هو أن تُحكم بحكومة العقل والوجدان من داخل نفوسهم، قبل أن تُحكم أجسامهم بالقوانين، لأن حكومة الوجدان هي الضامنة لحفظ القيم والضمير، ولا تقوم إلا في ظل الدين الصحيح، الذي يحفظ الأهل فيما بينهم بقيم الحق والفضيلة والشرف والرفعة، وهي صفات نفوس الشرفاء والسادة بالجوهر والنشأة.

المصدر: موقع المنار