أشادت المديرة العامة للمنظمة الدولية للهجرة، إيمي بوب، بالمبادرة المغربية المتميزة عقب مساهمته الطوعية الأولى في صندوق الصمود التابع للمنظمة، معتبرة هذه الخطوة دليلا ساطعا على التزام المغرب الراسخ بقضايا الهجرة والإنسانية على المستوى الدولي.

وقالت بوب، في تصريح رسمي نُشر على المنصات الرقمية للمنظمة، إن المغرب بات أول دولة عضو تسهم في هذا الصندوق الذي أحدث حديثا، والمخصص لدعم العمليات الإنسانية الأساسية والاستجابة السريعة للطوارئ التي تستهدف المهاجرين والنازحين في مختلف أنحاء العالم.

وتعد مساهمة المملكة المغربية في هذا الصندوق تعبيرا صريحا عن روح التضامن والمسؤولية المشتركة، كما تجسد حرص الرباط الدائم على إعلاء القيم الإنسانية في مجال الهجرة، سواء على مستوى السياسات الداخلية أو عبر الانخراط الفاعل في الجهود الدولية متعددة الأطراف.

وأكدت المديرة العامة أن هذه المبادرة المغربية ستمكن المنظمة من تعزيز قدراتها الميدانية في مواجهة الأزمات، وتوسيع استجابتها السريعة والفعالة للتحديات المرتبطة بحماية المهاجرين ومكافحة الاتجار بالبشر، فضلا عن تقوية بناها العملياتية لمواكبة المستجدات المتسارعة في هذا الملف الشائك.

واعتبرت بوب أن دعم المغرب لا يحمل فقط بعدا ماليا، بل يحمل رمزية سياسية قوية، مفادها أن المملكة تضع قضايا الهجرة في صميم انشغالاتها الاستراتيجية، وتؤمن بأهمية إرساء نظام عالمي قائم على التوازن والعدالة والتعاون المشترك، مشددة على أن هذا الدعم يعزز من مرونة المنظمة وقدرتها على العمل في أكثر السياقات هشاشة وتعقيدا.

ويأتي هذا الاعتراف الدولي ليكرس المكانة التي بات المغرب يحتلها في مجال حوكمة الهجرة على الصعيدين الإقليمي والدولي، وليعكس مدى نجاعة النموذج المغربي القائم على المقاربة الإنسانية الشاملة، ما يجعل من الرباط شريكا موثوقا وفاعلا محوريا في إرساء توازن جديد في قضايا الهجرة والتنقل، مبني على القيم والمبادئ المشتركة بين الشعوب.