تمكّنت المصالح الأمنية، صباح اليوم، من توقيف شخص خطير متورط في عملية نصب محبوكة استهدفت شابا تطوانيا، بعدما أوهمه بأنه نائب وكيل الملك وسرق منه سيارة فاخرة من نوع "ميرسيديس" في واضحة النهار.

القضية التي هزت الرأي العام بمدينة تطوان تعود إلى يوم 26 يونيو الماضي، حينما كان الضحية يعرض سيارته للبيع عبر الإنترنت، اتصل به أحد الأشخاص وأخبره بأنه يرغب في معاينة السيارة بشكل مباشر، واتفقا على اللقاء قرب حي الولاية.

ظهر "المشتري" وهو يمتطي سيارته خاصة، ركنها أمام المقهى بطريقة عشوائية، قبل أن ينبهه الضحية بأن هذا التوقيف قد يجرّ عليه مخالفة من طرف الشرطة، ليردّ عليه النصاب ببرودة دم قائلاً: "أنا نائب وكيل الملك وكايعرفوني هنا"، وهو ما جعل الضحية يطمئن تماما.

بعد لحظات من الحديث، طلب النصاب تجربة السيارة، فسلّمه الضحية المفاتيح عن طيب خاطر، معتقدا أن "الأستاذ" سيعود بعد دقائق، لكن دقائق الانتظار تحوّلت إلى ساعات، والنصاب اختفى عن الأنظار، تاركا وراءه سيارته التي اتضح فيما بعد أنها مسروقة بدورها من مدينة وجدة وتحمل لوحات مزورة.

ما زاد من خطورة الموقف أن الضحية كان قد ترك داخل السيارة وثائق حساسة تشمل بطاقاته البنكية، جوازات سفر خاصة بعائلته، ودفتر الشيكات، ما جعله يدخل في صدمة حقيقية.

تم إشعار مصالح الأمن فورا، وحلت مختلف الفرق الأمنية بالمكان، بما في ذلك الشرطة العلمية التي قامت برفع البصمات من السيارة التي تُركت في موقع الجريمة، كما جرى تحويل الملف إلى مصالح الشرطة القضائية التي كثّفت البحث، إلى أن توصلت إلى أن الفاعل يتحدر من مدينة مكناس، وهو من أصحاب السوابق ومبحوث عنه في قضايا أخرى.

وبعد أسابيع من التحريات، تم توقيف المعني بالأمر في مدينة سلا، وكان يقود نفس السيارة المسروقة التي سلبها من الضحية، وتعمل المصالح المختصة حاليا على ترحيله إلى مدينة تطوان، حيث سيتم تسليم السيارة لصاحبها ومتابعة المعني بالأمر بالمنسوب إليه.