نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
جمعيتا "كتاب البيئة" و"حماية الطبيعة" تطلقان الحملة الوطنية "حتى تعود الطيور" لوقف الصيد الجائر في بحيرة ناصر - كورة نيوز, اليوم الاثنين 28 يوليو 2025 03:24 مساءً
في خطوة مهمة نحو حماية التنوع البيولوجي في مصر، أطلقت الجمعية المصرية لحماية الطبيعة بالتعاون مع جمعية كتاب البيئة والتنمية، الحملة الوطنية تحت شعار "حتى تعود الطيور"، بهدف تجديد قرار حظر الصيد في بحيرة ناصر لعام إضافي (2025-2026)، بعد أن أثبت القرار نجاحه الكبير خلال العامين الماضيين في إعادة التوازن البيئي، وتوفير بيئة آمنة للطيور المهاجرة والمقيمة. جاء الإعلان عن الحملة من داخل نقابة الصحفيين، بحضور شخصيات بارزة من القطاع البيئي والإعلامي.

مصر.. محطة عالمية لعبور الطيور المهاجرة
أكد الدكتور خالد النوبى، رئيس الجمعية المصرية لحماية الطبيعة، أن مصر تمثل محطة حيوية في المسار الإفريقي العظيم لهجرة الطيور، وهو أحد أهم مسارات الطيران في العالم، مشيرًا إلى أن البلاد تستقبل ملايين الطيور سنويًا، قادمة من أوروبا وآسيا.
وأوضح أن هذا الدور البيئي المميز يجعل مسؤولية حماية هذه الكائنات مسؤولية قومية ودولية في آنٍ واحد، وأن تحويل مصر إلى ملاذ آمن للطيور سيعزز من مكانتها البيئية والسياحية عالميًا.
بحيرة ناصر من ملاذ طبيعي إلى مسرح لانتهاكات الصيد الجائر
أشار النوبى إلى أن بحيرة ناصر، التي تعد من أغنى البيئات الطبيعية في مصر، تحولت خلال السنوات الأخيرة إلى ساحة لانتهاكات صيد خطيرة تحت ستار "السياحة"، حيث وثقت الجمعية في موسم 2022-2023 نحو 15 رحلة صيد غير قانونية شارك فيها 87 صيادًا أجنبيًا، استخدموا بنادق نصف آلية وأجهزة صوتية محظورة، واستهدفوا أنواعًا نادرة ومهددة بالانقراض.
واستشهد النوبى بتقرير BirdLife International لعام 2023، الذي صنّف مصر ضمن أكثر 9 دول بحاجة لإجراءات عاجلة لمكافحة الصيد الجائر، حيث يُقتل في مصر أكثر من 5.7 مليون طائر سنويًا بوسائل محظورة كالشباك الطويلة، والفخاخ اللاصقة.

قرار الحظر... نقطة تحول في ملف حماية بحيرة ناصر
ونوّه النوبى بأن قرار وزارة البيئة في عام 2023 بحظر الصيد في بحيرة ناصر كان نقطة تحول، مشيرًا إلى أنه أدى إلى:
تحسّن مؤشرات التنوع البيولوجي
عودة طيور نادرة للمنطقة
أول حالة تكاثر لطائر "النساج القروي" في أبو سمبل
تحوّل بعض الصيادين إلى مرشدين بيئيين في رحلات مراقبة الطيور
وأشار إلى أن هذه النجاحات يجب الحفاظ عليها، وتحويلها إلى نموذج وطني لإدارة البيئات الهشة.
حملة وطنية متكاملة.. للتوعية والردع
أوضح النوبى أن الحملة الوطنية "حتى تعود الطيور" تسعى إلى:
تجديد حظر الصيد لعام إضافي
تنفيذ حملات توعوية في المدارس والمجتمعات المحلية
التعاون مع وزارات البيئة والسياحة والداخلية
تفعيل دور المواطن في الإبلاغ عن الانتهاكات
الترويج للسياحة البيئية كبديل مستدام للصيد
وشدّد على أن التراجع عن الحظر سيعيد بحيرة ناصر إلى دائرة الفوضى والانتهاكات، وسيقوّض المكاسب البيئية والاقتصادية التي تحققت خلال عامين
صوت المجتمع هو الحامي الأول للطبيعة
من جانبه، أكد الدكتور محمود بكر، رئيس جمعية كتاب البيئة والتنمية، أن هذه الحملة ليست فقط لحماية الطيور، بل لحماية مستقبل مصر البيئي والاقتصادي، مشيرًا إلى أن التنوع البيولوجي في مصر لا يخص المصريين وحدهم، بل هو جزء من التراث الطبيعي العالمي.
وتابع :"عندما نحمي الطيور في مصر، نحن نحمي جزءًا من التوازن البيئي للكوكب كله"، قال بكر، داعيًا الإعلام والمجتمع المدني إلى دعم الحملة ومضاعفة الجهود للحد من الصيد الجائر.
رحّب خالد البلشي، نقيب الصحفيين، بهذه المبادرة البيئية، مؤكدًا أن النقابة ستظل منبرًا لعرض القضايا البيئية المهمة، مشيرًا إلى استعداد النقابة للتعاون الكامل مع جمعيتي حماية الطبيعة وكتاب البيئة، ومع وزارة البيئة لتقديم كل أوجه الدعم الإعلامي للمبادرة.
"حتى تعود الطيور".. شعار أصبح صوتًا لمن لا صوت لهم في الطبيعة، ويعبّر عن توجه وطني جاد نحو الحفاظ على الثروات البيئية التي لا تُقدّر بثمن. وإذا كانت أصوات البنادق قد أرعبت الطيور لسنوات، فإن أصوات الناس والمؤسسات والمجتمع المدني يمكن أن تُعيد لها الأمان، وتحمي توازنًا بيئيًا هو من حق الأجيال القادمة.
0 تعليق