نشر في تونسكوب يوم 27 - 07 - 2025

في اللهجة التونسية، كثيرًا ما نسمع عبارات مثل: "فريجيداري بطّلت تبرّد" أو "بدّلت فريجيدار جديدة"، لكن ما لا يعلمه البعض أن كلمة "فريجيدار" ليست مرادفًا مباشرًا لكلمة "ثلاجة"، بل هي اسم علامة تجارية شهيرة، تحوّلت مع مرور الوقت إلى كلمة تُستخدم للدلالة على أي ثلاجة، مهما كانت ماركتها.
الأصل في "فريجيدار"
"Frigidaire" هي ماركة أمريكية قديمة للثلاجات، عُرفت عالميًا بجودتها، وكانت من أوائل الشركات التي دخلت البيوت التونسية في منتصف القرن الماضي، خاصة بعد الاستقلال. وبما أن الثلاجات لم تكن متوفرة إلا من علامات محدودة في تلك الفترة، التصقت كلمة "فريجيدار" بالمنتوج نفسه، وأصبح الناس يطلقونها على كل ثلاجة، دون الاهتمام بالماركة الحقيقية.
ليست الحالة الوحيدة
ما حصل مع "فريجيدار" ليس استثناءً. في اللهجة التونسية، نجد العديد من الأمثلة المشابهة:
* "كلينيكس" للدلالة على أي مناديل ورقية، رغم أنها ماركة.
* "تيفال" لأي مقلاة غير لاصقة، حتى وإن كانت من علامات تجارية أخرى.
* "ريغلي" لأي نوع من العلكة.
* "فولفو" أحيانًا تُستعمل لوصف الشاحنات الكبيرة.
ظاهرة لغوية عالمية
هذه الظاهرة تُعرف لغويًا ب"التميع الدلالي للعلامات التجارية" (généricisation des marques commerciales)، وتحدث عندما تكتسب العلامة التجارية شهرة واسعة تجعل اسمها يُستعمل بشكل عام للدلالة على منتوج معين، مما يُفقدها خصوصيتها الأصلية في الأذهان العامة.
هل في ذلك مشكل؟
من الناحية اللغوية، لا يمثل ذلك إشكالًا كبيرًا، فهو تطور طبيعي للغة اليومية. لكن من الناحية التجارية والقانونية، قد يسبب ضررًا للعلامة التجارية الأصلية، التي قد تفقد حصرية اسمها في بعض الأسواق.
في تونس، كما في بقية العالم، لعبت العادات الاستهلاكية والذاكرة الجماعية دورًا كبيرًا في تحويل بعض العلامات إلى أسماء عامة. ورغم أننا اليوم نملك تنوعًا كبيرًا في الماركات، تبقى كلمات مثل "فريجيدار" جزءًا من تراثنا اللغوي اليومي، حتى لو أن ما في المطبخ هو "سامسونغ" أو "إل جي".

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.