في عالم يتغير سريعًا، تبقى معركة الأسعار اليومية واحدة من أبرز تحديات المواطن العادي، فبين طيات الأسواق المحلية، تتشابك أسباب ارتفاع أسعار الخضروات والفاكهة، حيث تظل الحقيقة مخفية خلف ستار الفوضى والوسطاء، مما ينعكس على جيوب المستهلكين بلا رحمة.

ارتفاع أسعار الفاكهة والخضروات.. بين الحقيقة والواقع المزيف

أكدت شعبة الخضروات والفاكهة بالغرفة التجارية أن الفارق الكبير في أسعار الخضروات والفاكهة داخل الأسواق المحلية لا يعكس الواقع الحقيقي لتكاليف هذه المنتجات في أسواق الجملة، فبين الأسعار المعروضة للمستهلك وحقيقة الأسعار في السوق المركزي، تظهر فجوة كبيرة ناتجة عن تعقيدات توزيع السلع.

حاتم النجيب، نائب رئيس الشعبة، تابع أن تعدد الوسطاء وتجار التجزئة يضيف عدة حلقات غير ضرورية في سلسلة التوريد، ما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار بشكل مبالغ فيه، بعيدًا عن التكاليف الفعلية. 

وبالرغم من تراجع بعض أسعار الخضروات والفاكهة في أسواق الجملة مثل سوق العبور، فإن هذا الانخفاض لا ينعكس بشكل ملموس على الأسعار التي يدفعها المستهلك.

تعدد الوسطاء وتجار التجزئة يضيف عدة حلقات غير ضرورية في سلسلة التوريد

وأوضح النجيب أن غياب الرقابة الفعالة على الأسواق يُفاقم من هذه المشكلة، حيث يسمح لتجار التجزئة بالمبالغة في هوامش الربح، مما يحرم المواطنين من الاستفادة الحقيقية من أي تحسن في العرض أو انخفاض مؤقت في الأسعار، وتختلف الأسعار بين الأحياء وفقًا لجودة السلع والخدمات المقدمة، مما يخلق شرائح سعرية متعددة.

في خطوة تهدف إلى حل هذه التشوهات، تتعاون الشعبة مع الجهات الحكومية لتوفير منافذ بيع مباشرة للمستهلكين، سواء كانت ثابتة أو متحركة، بهدف تقليل حلقات الوساطة وتوفير المنتجات بأسعار أقرب لسوق الجملة، ما يسهم في توازن السوق وتخفيف أعباء الغلاء على المواطنين.

وتشير البيانات الأخيرة إلى أن ارتفاع أسعار الفاكهة والخضروات لا يعكس بالضرورة تكلفة الإنتاج الفعلية، بل يعود بشكل كبير إلى تعدد حلقات التداول وغياب الرقابة الفعالة، وفي ظل تفاوت الأسعار بين المناطق واختلاف جودة المنتجات، يبقى المواطن هو المتضرر الأكبر من هذه الزيادات. 

لذا، فإن تفعيل دور الجهات الرقابية وتوفير منافذ بيع مباشرة للمستهلكين يعدان من الحلول الضرورية لتحقيق توازن في السوق، والحد من تأثير الغلاء على الأسر ذات الدخل المحدود، متابعة تنفيذ هذه الإجراءات سيحدد مدى استقرار الأسعار في الأشهر القادمة.