في خطوة دبلوماسية لافتة تعكس تصاعد القلق الأوروبي من الكارثة الإنسانية في غزة، أجرى رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر محادثات هاتفية، السبت، مع كل من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني فريدريش ميرتس. 
وتناولت المحادثات الوضع الإنساني المتدهور في القطاع، وخطط بريطانيا لإيصال المساعدات الجوية وإجلاء الأطفال المصابين، وسط دعوات متزايدة لتحويل وقف إطلاق النار إلى سلام دائم.

ستارمر يعرض خطة بريطانية لإسقاط مساعدات وإجلاء الأطفال

أوضح بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء البريطاني أن كير ستارمر استعرض خلال الاتصال مع نظيريه الأوروبيين خطط بريطانيا للتعاون مع دول مثل الأردن لإسقاط مساعدات غذائية من الجو لسكان غزة، إضافة إلى التحضير لإجلاء الأطفال الذين يحتاجون إلى رعاية طبية عاجلة. 
وتأتي هذه الخطوة وسط استمرار القيود المفروضة على دخول المساعدات إلى القطاع منذ مارس الماضي.

اتفاق أوروبي على ضرورة وقف إطلاق النار وتحقيق السلام

بحسب البيان الصادر عن "داونينج ستريت"، اتفق القادة الثلاثة على أن الوضع في غزة مروّع، وأكدوا أن هناك ضرورة ملحة لوضع خطة قوية لتحويل وقف إطلاق النار إلى اتفاق سلام دائم في المنطقة. 
وأعرب القادة عن عزمهم على العمل المشترك لتطوير خطة سياسية طويلة الأمد تشمل التنسيق مع أطراف إقليمية ودولية فاعلة لدفعها إلى الأمام.

جوتيريش يهاجم المجتمع الدولي: غزة تواجه أزمة أخلاقية

تأتي هذه التحركات السياسية بعد تصريحات لافتة للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، الذي وجه انتقادات حادة للمجتمع الدولي بسبب تجاهله المريع للمجاعة المنتشرة في غزة، واصفاً ما يحدث بأنه تحدٍ صارخ للضمير العالمي.
وحذر جوتيريش من أن الوضع تجاوز حدود الأزمة الإنسانية، وأصبح بمثابة مأساة أخلاقية كبرى.

تحذيرات منظمات الإغاثة: الأطفال يواجهون خطر الموت جوعاً

من جانبها، حذرت منظمات إنسانية دولية من تفاقم أزمة سوء التغذية الحاد في صفوف الأطفال الفلسطينيين، في ظل الحصار الإسرائيلي المشدد، ومنع دخول المساعدات الإنسانية منذ مارس.
ورغم السماح في أواخر مايو بدخول بعض المساعدات عبر مؤسسة غزة الإنسانية، المدعومة من إسرائيل والولايات المتحدة، فإن وكالات الأمم المتحدة رفضت التعاون مع هذه المؤسسة، معتبرة إياها غير موثوقة.

خطة أوروبية تحت المجهر الدولي

التحركات الأوروبية الأخيرة بقيادة ستارمر تمثل محاولة لاحتواء الأزمة الإنسانية المتفاقمة، وسط فشل الجهود السياسية الدولية حتى الآن في وقف نزيف الدماء في غزة. 
ويرى مراقبون أن هذا التنسيق البريطاني الفرنسي الألماني قد يمهد لتحول في الموقف الأوروبي تجاه النزاع، في حال تمكّن من فرض آلية عملية لإيصال المساعدات وإنقاذ أرواح الأبرياء، خصوصاً الأطفال.