لا شك في أن الصحة العامة تتأثر لا محال بأرتفاع درجات الحرارة المرتفعة خاصةً،في الأيام الماضية التي شهدت فيهم البلاد حالة من أرتفاع درجات الحرارة الغير متوقعة بجانب معدل الأرتفاع الملحوظ بنحو 2 او3 درجات مئوية تقريبًا،و موجة الحر هي فترة تتراكم فيها الحرارة المفرطة على المستوى المحلي طوال عدة أيام وليال تشتد فيها الحرارة بشكل غير عادي ويتسبب تغير المناخ في تزايد موجات الحر وظروف الحرارة الشديدة لفترات طويلة ويمكن أن تتأثر صحة العامة.

وحسب ما نص عليه خبراء الطقس المختصيين أنه سيستمر معدل الأرتفاع في تزايد خلال الفترة القادمة ويتسبب ارتفاع درجات الحرارة ليلاً ونهاراً على مدى فترات طويلة من الزمن بضرر كبيرعلى جسم الإنسان، مما يزيد من حالات الإغماء والهبوط الحاد في الدورة الدموية وقد تؤدي الي توقف عضلة القلب ويسفر عنها الوفاة وذلك بسبب التعرض للحرارة،كما ترتبط موجات الحر بحالات نقص الطاقة وعدم وجود انتاجية في العمل.

وتؤدي زيادة اعداد فئة كبار السن إلى تزايد انتشارالعديد من الأمراض مثل أمراض الجهاز التنفسي والقلب والأوعية الدموية وداء السكري والخرف وأمراض الكلى وأمراض العضلات والعظام إلى زيادة  معدلات تعرض السكان للآثار السلبية الناجمة عن الحرارة ولا تُصمم المدن بطرق تقلل إلى أدنى حد من تراكم الحرارة وتوليدها في المناطق الحضرية، ناهيك عن فقدان المساحات الخضراء ومواد الإسكان غير المناسبة التي ينتج عنها معدلات غير منطقية من تعرض الأنسان لدرجات الحرارة المرتفعة.

ويظل إلى الآن هناك ضعف بشكل كبير في الوعي  بالمخاطر الصحية التي تشكلها الحرارة بين العاملين الصحيين والبقية، وينبغي أن يعمل اصحاب المهن الصحية على تعديل إرشاداتهم وخططهم وتدخلاتهم لمراعاة تزايد معدلات التعرض للحرارة على أن يتم التخطيط لطرق أكثر فاعلية وتكون ملائمة لفكر متباين عند البعض، بجانب إدارة الزيادات الحادة في حالات الدخول إلى المرافق الصحية بسبب موجات الحر ويمكن إنقاذ الأرواح بفضل تنفيذ تدخلات عملية ومناسبة وقليلة التكلفة في أغلب الأحيان على مستوى الأفراد والمجتمعات المحلية ومستوى المنظمات والحكومات وشرائح مختلفة من المجتمع ككل.