في مشهد اقتصادي يتسم بالضبابية، تقف أسواق النفط على شفا الانكماش، تراقب بقلق انفجار التوترات التجارية بين ضفتي الأطلسي، صراع الرسوم الجمركية ومؤشرات تباطؤ الاقتصاد العالمي يلقون بثقلهم على أسعار الذهب الأسود النفط، في وقت تتأرجح فيه معنويات المستثمرين ما بين ترقب وتحفظ.

تواصلت الضغوط على سوق النفط العالمية اليوم الثلاثاء، مدفوعة بتصاعد المخاوف من أن تشهد الساحة الدولية حربًا تجارية شاملة بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وهو ما يهدد بإبطاء وتيرة الاقتصاد العالمي وبالتالي تقليص الطلب على الطاقة.

أسعار النفط تهوي مجددًا

وسجل خام برنت تراجعًا طفيفًا بنسبة 0.35% ليستقر عند 68.97 دولارًا للبرميل بحلول منتصف الليل بتوقيت غرينتش، بعد انخفاض سابق يوم الاثنين.

الحرب التجارية وشبح الركود العالمي

ولم يكن خام غرب تكساس بعيدًا عن هذا الاتجاه، إذ خسر 21 سنتًا ليصل إلى 66.99 دولارًا للبرميل، بينما اختتم عقد أغسطس تعاملاته على تراجع، وبلغ عقد سبتمبر النشط 65.72 دولارًا بعد انخفاض مماثل.

ويأتي هذا الأداء الباهت في سياق غياب بوصلات واضحة لحركة السوق، خاصة بعد توقف المواجهات العسكرية بين إيران وإسرائيل أواخر يونيو، وهو ما أبقى أسعار برنت حبيسة نطاق تداول ضيق لا يتجاوز 5 دولارات.

وفي المقابل، ساعد ضعف الدولار الأميركي في الحد من الخسائر، إذ جعل النفط أكثر جاذبية للمستوردين من خارج الولايات المتحدة، غير أن هذا الدعم لم يكن كافيًا لموازنة حالة التشاؤم التي أطلق شرارتها النزاع التجاري المتصاعد بين واشنطن وبروكسل، لا سيما بعد تهديدات أميركية بفرض رسوم جمركية على الواردات الأوروبية بداية من أغسطس.

ويرى المحلل توني سيكامور من شركة "آي جي" أن أجواء النزاع التجاري تغلبت على أي تأثير إيجابي ناتج عن تراجع العملة الأميركية، مضيفًا أن الأسواق تترقب رد فعل الاتحاد الأوروبي المحتمل عبر إجراءات مضادة واسعة.

السعودية رفعت صادراتها النفطية في مايو لأعلى مستوياتها منذ ثلاثة أشهر

إلى ذلك، برزت بوادر زيادة في المعروض النفطي العالمي، حيث بدأت أوبك+ في تقليص حجم خفض الإنتاج تدريجيًا، وأفادت بيانات مبادرة البيانات المشتركة (JODI) بأن السعودية رفعت صادراتها النفطية في مايو لأعلى مستوياتها منذ ثلاثة أشهر، وهو ما يزيد من حجم المعروض في السوق العالمية ويعزز من الضغوط النزولية على الأسعار.