أثارت واقعة جدلًا واسعًا وموجة غضب على منصات التواصل الاجتماعي، وثّقت كاميرات المراقبة داخل صيدلية بمدينة الإسماعيلية لحظة اعتداء أب على ابنته بطريقة عنيفة، بسبب تأخرها في الرد على مكالماته الهاتفية، الفيديو المتداول كشف عن مشهد صادم داخل الصيدلية التي يمتلكها الأب، حيث ظهر وهو ينهال عليها ضربًا وسط صمت تام من المحيطين.

الابنة، التي تبلغ من العمر نحو عشرين عامًا، لم تلتزم الصمت، وتوجهت فورًا إلى قسم شرطة ثانِ الإسماعيلية، لتحرير محضر رسمي ضد والدها، حمل رقم 8698 لسنة 2025. التحقيقات الأولية كشفت عن وجود خلافات أسرية متراكمة بين الأب والأم، انعكست سلبًا على الفتاة التي وجدت نفسها في قلب صراع لا ناقة لها فيه ولا جمل.

مشهد العنف يشعل غضب الرواد.. ومطالب بالمحاسبة

تداول الفيديو عبر منصات التواصل لم يمر مرور الكرام، إذ اشتعلت مواقع "السوشيال ميديا" بمئات التعليقات الغاضبة. مغردون ومستخدمون عبروا عن صدمتهم مما حدث، مؤكدين أن ما جرى يُعد عنفًا أسريًا وجريمة تستوجب العقاب. وانتشرت هاشتاجات مثل "#حماية_البنت"و"#لا_للعنف
_الأسري"، في دعوة مجتمعية واسعة لحماية الأبناء من الاعتداءات داخل المنزل.

العقوبات القانونية واضحة

القانون المصري لا يتهاون مع مثل هذه الحالات، حيث تنص المادة 242 من قانون العقوبات على معاقبة الضرب الذي لا يؤدي لعجز يتجاوز 20 يومًا بالحبس أو الغرامة. أما إذا أسفر الاعتداء عن عجز أكبر أو استخدام أدوات عنف، فالعقوبة قد تصل إلى الحبس عامين وفقًا للمادة 241. كما يُعزّز قانون الطفل رقم 12 لسنة 1996 الحماية القانونية للأبناء من أي عنف أسري.

دعوات لإصلاح حقيقي وتعزيز ثقافة اللاعنف

الواقعة أعادت طرح تساؤلات قديمة جديدة حول كفاية القوانين الحالية لردع العنف الأسري، وضرورة تفعيل آليات التدخل المبكر والدعم النفسي داخل الأسرة. ناشطون ومختصون شددوا على أهمية التوسع في حملات التوعية المجتمعية، ودعم برامج حماية الأطفال، وفتح حوارات جادة حول مفهوم الأبوّة والمسؤولية داخل البيوت المصرية.