في خطوة نوعية لتعزيز التنمية الفلاحية والقروية بإقليم وزان، قام وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، أحمد البواري، يوم الجمعة 18 يوليوز 2025، بزيارة ميدانية همّت تدشين وإعطاء انطلاقة مجموعة من المشاريع الطموحة في إطار تنزيل استراتيجية "الجيل الأخضر"، حيث بلغت تكلفتها الإجمالية ما يفوق 530 مليون درهم، موزعة على قطاعات متعددة تشمل الفلاحة التضامنية، البنية التحتية، التسويق، والتكوين، إضافة إلى تعزيز البنيات الإدارية.

وشهدت الزيارة التي حضرها عامل الإقليم وعدد من المنتخبين والمسؤولين، توقيع ثلاث اتفاقيات شراكة مركزية تهم تطوير سلاسل القيمة بالمنطقة، حيث تروم الاتفاقية الأولى إنشاء منصة عصرية لتسويق المنتوجات المجالية والفلاحية، باستثمار يصل إلى 70 مليون درهم، فيما خصصت الاتفاقية الثانية لتأهيل منتزه الزيتون بميزانية تناهز 25 مليون درهم، أما الاتفاقية الثالثة، فشملت ملحقا لاتفاقية بناء سوق متكامل للخضر والفواكه واللحوم والسمك.

وعلى مستوى الجماعات القروية، أعطيت انطلاقة ثلاثة مشاريع للفلاحة التضامنية تستهدف غرس 3950 هكتارا من الأشجار المثمرة، وتطوير البنيات القروية عبر تهيئة 30 كيلومترا من المسالك، وتجهيز نقاط مائية وبناء مراكز لتجميع الحليب، لفائدة أزيد من 2300 مستفيد، منهم 686 من الشباب و479 امرأة، بكلفة تجاوزت 106 ملايين درهم، كما تم تقديم برنامج شامل لدعم وتأهيل التعاونيات والتنظيمات المهنية الفلاحية، بميزانية قدرها 38 مليون درهم، لفائدة 90 تعاونية.

وفي محور التكوين والإدارة، اطلع الوفد الوزاري على تفاصيل مشروع بناء مجمع إداري متكامل يضم المديرية الإقليمية للفلاحة ومصالح المكتبين الجهويين للسلامة الصحية والاستشارة الفلاحية، وذلك على مساحة 2700 متر مربع، كما تم عرض مشروع معهد متخصص في تكوين التقنيين في المجال الفلاحي، يمتد على 5000 متر مربع، ويضم مرافق بيداغوجية وإدارية وسكنية.

ومن أبرز اللحظات التي طبعت الزيارة، إعطاء انطلاقة أشغال سوق جديد للخضر واللحوم والسمك بمساحة 1713 متر مربع، إلى جانب انطلاق الأشغال بسوق أسبوعي بجماعة بوقرة، ومشروع مماثل بتراب جماعة زومي، كما دشن الوزير مقطعا طرقيا مهما يربط مدينة وزان بالطريق الدائرية، في إطار الشطر الأول من برنامج تهيئة 60 كيلومترا من المسالك القروية لفك العزلة وتحسين ظروف تنقل الساكنة، وتسهيل ولوج الأسواق لفائدة خمسة آلاف نسمة.

ولم تقتصر الزيارة على المشاريع الطرقية والفلاحية فقط، بل شملت كذلك إطلاق مشروع ضخم لتوسيع الري على مساحة 2500 هكتار بالمدارات السقوية لأسجن والوحدة، باستثمار يناهز 300 مليون درهم، لفائدة جماعات قروية متعددة ترتبط بسدي واد المخازن والوحدة، في خطوة استراتيجية لتعزيز الأمن المائي والرفع من المردودية الفلاحية.

كما ترأس الوزير المجلس الإداري للمكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي للوكوس، حيث استعرض، عبد الكريم كنفاوي، المدير العام للمكتب، حصيلة سنة 2024، والتي شهدت تقدما ملحوظا في برامج الري بالتنقيط وتوسيع المساحات المسقية التي بلغت 57 ألف هكتار، منها 42 ألف بنظام الري الموضعي، إذ وزعت كميات كبيرة من الأعلاف والأسمدة في إطار مواجهة آثار الجفاف، إلى جانب استمرار تطوير البنيات التحتية القروية، كما سجلت المؤشرات المالية للمكتب أداء قويا بنسبة التزام بلغت 96% ومعدل أداء يناهز 82%.

وأكد البواري في تصريح للصحافة أن المشاريع التي أطلقت تأتي تجسيدا فعليا للرؤية الملكية السامية حول استراتيجية الجيل الأخضر 2020-2030، التي تضع العنصر البشري في صلب التنمية، كما شدد على أهمية التعبئة الجماعية لجميع الفاعلين من أجل تحقيق تنمية فلاحية شاملة ومستدامة، تعزز تموقع جهة طنجة تطوان الحسيمة كفاعل وازن في الأمن الغذائي الوطني.

" frameborder="0" width="425" height="350">