نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
هدنة بطعم الترقب في السويداء: اتفاق بين الدروز ودمشق لسحب الجيش وتنظيم الأمن داخلياً - كورة نيوز, اليوم الخميس 17 يوليو 2025 01:05 مساءً
في تطور ميداني وسياسي لافت في الجنوب السوري، أعلنت دار طائفة الدروز في سوريا، اليوم الخميس، التوصل إلى اتفاق مع الحكومة السورية يقضي بسحب القوات الحكومية من محافظة السويداء وتكليف الفصائل المحلية بدرء الفوضى وضبط الأمن، في خطوة تهدف إلى حقن الدماء وتهدئة التوترات التي انفجرت خلال الأيام الماضية نتيجة اشتباكات دامية خلفت قتلى وجرحى.
ويأتي هذا الاتفاق في ظل تأييد واسع من بعض المرجعيات الدينية الدرزية، ومعارضة واضحة من أخرى، ما يعكس هشاشة الهدنة واحتمال تراجعها في أي لحظة.
رسمياً.. القوات الحكومية تغادر السويداء
أكدت الرئاسة الروحية لطائفة الدروز أن الاتفاق مع دمشق يتضمن سحب جميع وحدات الجيش السوري من محافظة السويداء، وذلك بعد تصاعد الاشتباكات الداخلية وازدياد التدخلات الإقليمية.
وظهر مقاتلون دروز ينتشرون على مداخل عدد من قرى المحافظة، في مشهد يرمز إلى بدء تسلم الفصائل المحلية زمام الأمن.
وأضاف البيان أن الاتفاق ينص على تنظيم السلاح الثقيل بالتنسيق مع وزارتي الداخلية والدفاع، إلى جانب تفعيل قوى الأمن الداخلي من أبناء المحافظة أنفسهم، من مدنيين وضباط، في محاولة لطمأنة السكان وتقليص النفوذ العسكري الرسمي في المنطقة.
لجنة تقصي وتعويضات للضحايا في السويداء
من أبرز بنود الاتفاق، بحسب ما أعلنته دار الطائفة، تشكيل لجنة تقصي حقائق مستقلة لمتابعة الانتهاكات التي حدثت خلال الأيام الماضية، بالتزامن مع بدء العمل على صرف تعويضات مالية وعينية للمتضررين من أبناء المحافظة، سواء نتيجة الاشتباكات أو نتيجة الأضرار المادية الكبيرة التي لحقت بالممتلكات العامة والخاصة.
بنود اتفاق وقف إطلاق النار: 14 شرطاً للتهدئة
وكانت وزارة الداخلية السورية قد أعلنت، يوم الأربعاء، التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في المدينة، يتضمن 14 بنداً، أبرزها وقف كل العمليات العسكرية فوراً، وتشكيل لجنة مراقبة مشتركة من الدولة وشيوخ الطائفة الدرزية لمتابعة تنفيذ الاتفاق وضمان استمراره.
انقسام داخل المرجعيات الدرزية
رغم الحفاوة التي قوبل بها الاتفاق من جانب شيخ العقل يوسف جربوع، الذي أكد دعمه الكامل للهدنة وحقن الدماء، إلا أن الشيخ الدرزي البارز حكمت الهجري أعلن تحفظه، مؤكدًا في بيان له أن الدفاع المشروع يجب أن يستمر، وداعياً إلى عدم التراخي في مواجهة من وصفهم بـ"الجهات المعتدية".
هذا الانقسام يعكس خلافاً داخلياً في الموقف الدرزي، ويثير التساؤلات حول مدى قدرة الاتفاق على الصمود، خصوصاً إذا لم تُنفذ كافة بنوده بشكل عاجل وشفاف.
المحافظة مركز الثقل الدرزي في سوريا
تُعد المدينة الدرزية المعقل الرئيسي لطائفة الدروز في سوريا، حيث يعيش ما يقرب من 700 ألف درزي، معظمهم في جنوب البلاد.
وعلى مدار سنوات الأزمة السورية، حافظت المحافظة على نوع من الحياد النسبي، مع تكرار مطالب السكان بحماية خصوصيتهم ورفض التدخلات العسكرية سواء من الداخل أو الخارج.
تهدئة هشة في انتظار الاختبار الحقيقي
رغم التوصل إلى الاتفاق، يبقى الوضع في السويداء مفتوحاً على جميع الاحتمالات، وسط استمرار التوترات الداخلية والتدخلات الإقليمية، لا سيما من إسرائيل التي أعلنت دعمها لـ"الدروز في سوريا"، وفي ظل الانقسام الداخلي، سيبقى الاختبار الحقيقي لهذا الاتفاق مرهوناً بإرادة التنفيذ، وصدق التعهدات، ومدى قدرة الأطراف على تجنب عودة الصراع إلى الشوارع.
0 تعليق