في تطورات عسكرية وسياسية متسارعة في جنوب سوريا، تتجه الأنظار إلى التدخلات العسكرية الإسرائيلية التي تستهدف منطقة السويداء، والتي تهدف، وفقًا للوجهة الإسرائيلية، إلى معالجة الأوضاع التي نشأت منذ دخول قوات حكومة أحمد الشرع إلى المنطقة، والتي اعتُبرت خرقًا للواقع الأمني القائم في الجنوب السوري.

في هذا الإطار، أفادت وسائل إعلام العدو بأنه طُلب من الحكومة المؤقتة في دمشق إعلان وقف إطلاق النار وسحب قواتها من المحافظة، مع توقعات بأن يُتخذ هذا القرار قريبًا نتيجة الاتصالات الجارية بين الأطراف المعنية.

وتشير المواقف الإسرائيلية إلى سعي تل أبيب لفرض واقع أمني جديد عبر هذه العمليات، مؤكدين ضرورة إخضاع منطقة الجنوب السوري لمعايير أمنية صارمة، مع رفض تام لأي تجاوز من قبل الحكومة السورية في دمشق، وهو ما يخص محافظة السويداء بشكل خاص، مع إمكانية امتداد هذا النهج إلى مناطق أخرى.

ويبدو أن الكيان الإسرائيلي يستغل الظروف الراهنة لفرض هذه الوقائع وإبعاد أي قوات تابعة للحكومة السورية من تلك المناطق. كما نفى الجانب الإسرائيلي صحة ما يُتداول حول وجود اتفاق لوقف إطلاق النار، مشيرًا إلى أن الشيخ يوسف الجربوع يمثل فئة محدودة من الدروز، بينما يرفض الشيخ حكمت الهجري الاتفاق ويطالب بمواصلة القتال، ما يعني استمرار العمليات العسكرية في المنطقة.

ميدانيًا، شنت طائرات الاحتلال غارات على مناطق درعا ومحيط دمشق، تأكيدًا على استمرار العمليات حتى تحقيق الأهداف المرسومة.

على صعيد متصل، من المتوقع أن يزور وزير الحرب الإسرائيلي واشنطن في الأيام المقبلة، حيث يدير الجانب الأمريكي ملف التفاوض حول وقف إطلاق النار، في وقت أشار فيه الرئيس الأمريكي إلى وجود سوء فهم حول هذه القضية.

التقارير الإسرائيلية تشير إلى أن الحكومة في دمشق أخطأت في تقدير قدرتها على السيطرة على جنوب سوريا، بعدما نشرت قوات كثيفة ومعدات ثقيلة، ما يستوجب التراجع السريع لتجنب استمرار التصعيد العسكري.

إلى متى سنظل مغفَّلين، يحصُدنا سكين واحد بالتقسيط، وكل منا يتفرَّج على القاتل وهو يذبح إخوانه وجيرانه، منتظرا شحذ السكين لدوره في الذبح، دون تفكير في الصورة الكلية والمآل؟ أتمنى أن تستخلص #تركيا الدرس من هذا وتتحرك لحماية سوريا، قبل أن ينتقل الحريق من قلب #دمشق إلى ضفاف البوسفور pic.twitter.com/rM6dRgU3tN

— محمد المختار الشنقيطي (@mshinqiti) July 16, 2025

عدوان صهيوني يستهدف دمشق… وشيخ عقل طائفة الموحدين يعلن وقف إطلاق النار في السويداء

في تطوّر هو الأوّل من نوعه منذ تسلُّم أحمد الشرع الحكم في سوريا، شنّ العدو الصهيوني سلسلة غارات جوية عنيفة على العاصمة دمشق، استهدفت مبنى وزارة الدفاع وأدّت إلى دمار واسع وسقوط عدد من الضحايا.

ووفق ما أفادت به مصادر ميدانية، طالت الغارات أيضًا محيط “قصر الشعب”، مقرّ إقامة رئيس النظام أحمد الشرع، إضافة إلى مواقع أخرى في محافظة درعا ومحيط محافظة السويداء.

وذكرت إذاعة العدو أن مسؤولًا صهيونيًا اعتبر أنّ “الشرعية التي نالها النظام السوري مؤخّرًا أدّت إلى تشوّش في تقديراته للواقع، وأنّ مجريات المرحلة المقبلة ستتحدد بناءً على سلوك النظام”.

في خضمّ هذه التطورات المتسارعة، أعلن شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز في سوريا، الشيخ يوسف الجربوع، عن التوصل إلى وقف لإطلاق النار في محافظة السويداء، بعد أيام من المواجهات الدامية.

غير أن الاتفاق لم يحظَ بإجماع داخل الطائفة، إذ أعلن الشيخ حكمت الهجري، أحد أبرز المرجعيات الروحية لدى الدروز، رفضه للاتفاق، مؤكّدًا الاستمرار في المواجهة.

وفي حصيلة ثقيلة، أشار “المرصد السوري لحقوق الإنسان” إلى أنّ عدد القتلى تجاوز 260 شخصًا، من بينهم 29 مدنيًا تمّ إعدامهم ميدانيًا، بينهم 4 أطفال وامرأتان، برصاص عناصر تابعين لوزارتي الدفاع والداخلية. كما قُتل 71 من أبناء محافظة السويداء، و156 عنصرًا من قوات النظام، بينهم 18 من أبناء عشائر البدو.

وتداول ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع مصوّرة تُظهر خروج مئات المتظاهرين إلى ساحة السيوف في منطقة جرمانا بدمشق، رافعين شعارات تندد بما يحدث في السويداء، ومطالبين برحيل أحمد الشرع وإدارته.

المصدر: موقع المنار