الوضع الوبائي للإيدز مستقر في ليبيا.. وتحذيرات من تراجع التوعية وتغيّر أنماط العدوى

ليبيا – أكد أحمد العربي، مستشار إدارة مكافحة الإيدز بالمركز الوطني لمكافحة الأمراض، أن الوضع الوبائي في ليبيا لا يزال مستقرًا نسبيًا، حيث لا تتجاوز نسبة انتشار فيروس نقص المناعة المكتسبة (الإيدز) بين عموم السكان 1%.

استقرار نسبي.. وتحديات لوجستية

وأوضح العربي في تصريحات خاصة لوكالة الأنباء الليبية “وال”، أن عدد الحالات المسجلة خلال عام 2024 بلغ 369 حالة، وهو رقم قريب من معدلات السنوات الماضية. لكنه شدد على أن استقرار الأرقام لا يعكس تحسنًا فعليًا، بل يعكس محدودية النظام الصحي في الكشف عن جميع الحالات، نتيجة ضعف الإمكانيات والتحديات اللوجستية التي تحول دون إجراء دراسات ميدانية محدثة.

تحوّل في أنماط انتقال العدوى

وأشار إلى تحول مهم في أنماط العدوى، حيث تراجعت الإصابات المرتبطة بتعاطي المخدرات بالحقن، لتصبح العلاقات غير الشرعية السبب الأبرز لانتقال الفيروس، مرجعًا ذلك إلى تغيّر السلوكيات ونقص التوعية.

وشدد العربي على أهمية الكشف المبكر والانتظام في العلاج للحد من انتقال الفيروس، مع غياب حملات توعوية مستدامة على مستوى البلاد.

القطراني: لا بلاغات أمنية والمصابون يُعاملون بسرّية تامة

من جهتها، أكدت غالية القطراني، رئيس قسم الأمراض السارية بمركز بنغازي الطبي، أن فيروس الإيدز يهاجم جهاز المناعة تدريجيًا، وتبدأ أعراضه غالبًا بمؤشرات مشابهة للإنفلونزا، وقد لا تظهر في التحاليل خلال الأسبوعين الأولين من الإصابة.

وشددت على ضرورة إجراء الفحص الدوري، لا سيما للأشخاص الأكثر عرضة، مؤكدة أن الاكتشاف المبكر عامل حاسم في العلاج ومنع انتقال العدوى.

ونفت القطراني الشائعات المتداولة حول التبليغ الأمني للمصابين، مؤكدة أن القسم لا يتواصل مع أي جهة أمنية، وأن التعامل مع المرضى يتم وفقًا لمعايير الخصوصية الطبية.

مكتب للدعم النفسي وتسهيل زواج المصابين

كما أعلنت القطراني عن افتتاح مكتب للدعم النفسي والاجتماعي يُعنى بمتابعة المصابين، وتنظيم الزواج بينهم وفق إجراءات طبية مدروسة تراعي سلامتهم وسلامة المجتمع.

خدمات على مدار الساعة وتحديث في البنية التحليلية

وأشارت إلى أن القسم يشكّل نتيجة اندماج كوادر طبية من مستشفى الجمهورية سابقًا مع أطباء مركز بنغازي الطبي، مما ساهم في تعزيز الكفاءة وتوسيع نطاق الخدمة.

وأضافت أن القسم يعمل على مدار 24 ساعة ويوفر العيادة يوميًا، مع تقديم العلاج الكامل للمصابين طوال أيام الأسبوع، إضافة إلى تجهيز المركز بتحاليل متخصصة ومنظومة متقدمة لفتح الملفات ومتابعة الحالات.

الهجرة غير الشرعية: ترحيل أكثر من 22 ألف مهاجر بينهم 15 مصابًا بالإيدز

وفي سياق متصل، أعلن اللواء صلاح محمود الخفيفي، رئيس جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية، عن ترحيل أكثر من 22,000 مهاجر غير شرعي خلال النصف الأول من عام 2025، من بينهم 15 حالة إصابة مؤكدة بفيروس الإيدز.

وأكد الخفيفي أن الجهاز يحرص على إجراء فحوصات طبية شاملة قبل الترحيل، مع عزل المصابين بالأمراض المعدية حفاظًا على السلامة العامة.

القماطي: الإجراءات تتم بتنسيق قانوني وإنساني

من جانبه، أوضح عبد المنعم القماطي، مدير مكتب الإعلام الأمني بالجهاز، أن الترحيل لا يتم إلا بعد استيفاء الإجراءات الصحية والقانونية، وبالتنسيق مع الجهات المختصة، مع مراعاة الجوانب الإنسانية خلال عمليات الترحيل.