سارع رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع إلى إصدار بيان علّق فيه على تصريحات المبعوث الأميركي إلى لبنان توم براك، التي أثارت استياءً واسعاً في الأوساط اللبنانية بعد حديثه عن احتمال “تلزيم” لبنان لدولة أخرى، واعتباره جزءاً من “بلاد الشام” في ظل ما وصفه بـ”الخطر الوجودي” الذي يواجهه.

وبينما أثارت تصريحات براك غضباً شعبياً واسعاً، وشعوراً عاماً بالإهانة والخوف من تهديد مباشر لكيان الدولة اللبنانية، كان جعجع الاستثناء الوحيد، إذ لم يرَ في الموقف الأميركي تهديداً مباشراً، بل وجد فيه ما يستحق التماهي أو التبرير.

حيث أشار في بيانه إلى أنّ السياسات الدولية تتجه نحو “إعادة ترتيب أوضاع المنطقة”، ملمّحاً إلى أنّ لبنان سبق أن تم تلزيمه لسوريا في تسعينيات القرن الماضي، ويمكن أن يُعاد تلزيمه اليوم لدولة أخرى، إذا ما عادت السلطة إلى “ممارساتها السابقة”، بحسب نص البيان.

البيان الذي تبنّى بشكل غير مباشر مواقف براك التي تُهدّد وجود لبنان، وُصف بأنه “مريب” في توقيته ومضمونه، لا سيما وأن لبنان يواجه تهديدات صريحة وعلنية من الاحتلال الإسرائيلي والولايات المتحدة، دون أن يصدر عن جعجع أي موقف مماثل في رفض تلك التهديدات أو الدفاع عن سيادة لبنان وكرامة شعبه.

وفيما يُفترض في السياسة أن تتقاطع المواقف عند حدود المصالح الوطنية، رأى مراقبون أن بيان جعجع ذهب بعيداً في التماهي مع طروحات تمسّ الكيان اللبناني، وهو ما يطرح علامات استفهام كبيرة حول موقف “القوات اللبنانية” من مفهوم السيادة والاستقلال، ويضع هذا الخطاب برسم الدولة ومؤسساتها، وكذلك برسم الشعب اللبناني الذي يواجه مرحلة شديدة الحساسية والمخاطر.

المصدر: موقع المنار