"جيش الجن".. سر الخاتم الذي لا يفارق إصبع المرشد الإيراني - كورة نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
"جيش الجن".. سر الخاتم الذي لا يفارق إصبع المرشد الإيراني - كورة نيوز, اليوم السبت 12 يوليو 2025 04:42 مساءً

عادت قضية الإيمان بوجود "جيش الجن" إلى واجهة النقاش في طهران، بعد أن نشر عبد الله كنجي، مستشار عمدة طهران والمدير السابق لصحيفة "همشهري"، منشورًا على منصة "إكس" تحدث فيه عن العثور على "أوراق سحرية" في شوارع العاصمة بعد انتهاء الحرب التي استمرت 12 يوماً بين إيران وإسرائيل.
الكنجي، الذي يُعرف بعلاقته الوثيقة بأوساط النظام، استند في منشوره إلى أقوال للمرشد الأعلى علي خامنئي، زعم فيها أن "الدول المعادية وأجهزة الاستخبارات الغربية والعبرية تستعين بالجن للتجسس وإضعاف إيران"، وهي تصريحات أثارت عاصفة من السخرية والنقد على مواقع التواصل، لكنها في الوقت ذاته سلّطت الضوء على تاريخ طويل من الخرافات والتفسيرات الغيبية داخل دوائر صنع القرار الإيرانية.

ليست هذه المرة الأولى

في خطاب ألقاه المرشد علي خامنئي مطلع عام 2020، أشار صراحة إلى أن "الجن" يشكلون جزءاً من التحالف المعادي لإيران، جنباً إلى جنب مع الأعداء من البشر، واعتبر أن هذا التحالف يستخدم أدوات خارقة وغير مرئية لإسقاط النظام. 
كما نقل موقع "نكار" التابع لمكتب المرشد تصريحات لأستاذ الحوزة أحمد عابدي، أكد فيها أن "اليهود، خصوصًا الصهاينة، معروفون بعلاقتهم بالجن وتسخيرهم في الأعمال الاستخباراتية"، معتبرًا أن "الاستخبارات الإسرائيلية تستفيد من هذه القوى في صراعها مع إيران".

إدارة لمكافحة الجن

ذكرت تقارير صحفية سابقة وجود إدارة غير معلنة لمكافحة "الجن والشياطين" ضمن هيكل وزارة الاستخبارات في حكومة الرئيس حسن روحاني، ورغم أن الوزير السابق محمود علوي نفى علنًا وجود مثل هذه الوحدة، إلا أن تسريبات من احتجاجات 2022 كشفت تسجيلًا صوتيًا لمسؤول بارز في الوزارة يزعم أن "شياطين الجن" نشطوا في تحريك المتظاهرين، وأن المؤسسة الدينية كانت تعمل على إعداد "تعليمات شرعية" لمواجهتهم، وسبق هذا الزعم حديث رجل الدين محمد شجاعي عن أن بعض مظاهر "الفوضى والتمرد" في إيران سببها تحريض كائنات غيبية.

سر الخاتم الحديد

الأكثر لفتًا للانتباه هو الرمز الديني المرتبط بهذه الاعتقادات، لا سيما خاتم الحديد الذي شوهد المرشد خامنئي يرتديه في أكثر من مناسبة حساسة، منها لقاء مع قادة الحرب العراقية الإيرانية في سبتمبر 2024، بعد تصاعد التوتر بين إسرائيل وحزب الله.
وذكرت وكالة "دانشجو" التابعة للباسيج أن لهذا الخاتم أهمية خاصة في الفقه الشيعي، إذ يُعتقد أنه يحمي من العداوة بين الإنس والجن ويطرد الشياطين. وبحسب نفس الوكالة، فإن المرشد ارتدى الخاتم أيضًا أثناء احتجاجات عام 2009 التي اندلعت عقب انتخابات رئاسية مثيرة للجدل.

موجة من الانتقادات والسخرية

تبرير الهزائم أو الإخفاقات السياسية والأمنية بعوامل غيبية لم يلق قبولاً شعبيًا أو إعلاميًا واسعًا، بل واجه موجات من السخرية والانتقاد، فبعد أن نسبت وسائل إعلام رسمية اغتيال حسن نصرالله في عام 2024 إلى "جيش الجن"، كتب كثيرون على مواقع التواصل متهكمين أن الجن قد يكون أيضًا من سرّب الوثائق النووية من داخل إيران إلى الخارج، أو أنه يقف وراء إخفاقات الحرس الثوري في تأمين قادته. 
وتساءل البعض كيف لا يتم الاستفادة من الجن المسلم – بحسب الخطاب الديني – لمواجهة التوسع الإسرائيلي إذا كانت هذه الكائنات بالفعل في خدمة "قوى المقاومة"، فيما عبّر آخرون عن استيائهم من اختزال الفشل الأمني في تفسيرات خرافية بدلاً من معالجة الخلل البنيوي في أجهزة الدولة.
و ذهب مصطفى كرمي، وهو تلميذ بارز للمرجع الديني آية الله شبيري زنجاني، إلى حد التصريح في أحد البرامج بأن "لإسرائيل باعًا طويلًا في تسخير الجن"، مدعيًا أن هؤلاء الكائنات يشكلون "الجيش الخفي" للكيان الصهيوني.

وفي حين يرى مراقبون أن هذا الخطاب الغيبي يخدم أهدافًا سياسية آنية بتشتيت الرأي العام عن الإخفاقات الداخلية، فإنهم يلفتون أيضًا إلى خطره في صناعة القرار، حيث يساهم في تغييب المنطق التحليلي العقلاني، ويدفع النظام إلى حلول عبثية بدلًا من الإصلاح المؤسسي الحقيقي.
--
مصادر التقرير: 
- وكالة "دانشجو" 
– موقع "نكار" الإلكتروني الرسمي للمرشد الإيراني
– تصريحات عبد الله كنجي على منصة "إكس"
– صحيفة "همشهري"
– تقارير قناة "اندبندنت فارسية"
– تغطيات وكالة "أ ف ب" من طهران

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق