نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الجنرال الفرنسي يدق ناقوس الخطر: روسيا تستهدفنا وفرنسا تستعد لتحول دفاعي غير مسبوق - كورة نيوز, اليوم الجمعة 11 يوليو 2025 07:05 مساءً
في خطوة نادرة وحاسمة، أطلق رئيس أركان الجيوش الفرنسية، الجنرال تييري بوركار، تحذيراً صريحاً مما وصفه بـ"التحول الجيوسياسي العاصف" الذي يهدد فرنسا وأوروبا بأكملها، واضعاً روسيا على رأس قائمة التهديدات الاستراتيجية المباشرة.
وفي خطاب غير معتاد وصفته الرئاسة الفرنسية بـ"لحظة تحول غير مسبوقة"، رسم بوركار خريطة لمخاطر متسارعة، تشمل الحروب السيبرانية، التفكك في الشرق الأوسط، وتصاعد التهديد الروسي الذي "وضع فرنسا هدفاً ذا أولوية".
روسيا في دائرة الاتهام: تهديد معقّد ودائم
ركز الجنرال بوركار في خطابه على ما وصفه بـ"التهديد الأقرب والأكثر تعقيداً" الذي تمثله روسيا، مؤكداً أن الكرملين يقود حرباً هجينة ضد فرنسا تشمل التجسس، التضليل الإعلامي، والهجمات السيبرانية.
وأشار إلى حوادث رمزية عكست هذا التهديد، منها:
وضع نعوش رمزية أمام برج إيفل.
رسم نجمة داوود على الجدران من قبل مواطنين مولدافيين.
نشر شائعات حول انتشار بقّ الفراش قبيل الألعاب الأولمبية.
كما نبّه إلى عسكرة الفضاء الخارجي باستخدام أقمار صناعية متخصصة، وتواجد غواصات روسية اعتبرها "مؤشراً مقلقاً"، مؤكداً أن الهدف الاستراتيجي لبوتين هو تقويض أوروبا وتفكيك حلف الناتو.
تفكك الشرق الأوسط ومخاطر التطبيع مع العنف
تطرّق بوركار أيضاً إلى الوضع في الشرق الأوسط، واصفاً إياه بـ"المنهار استراتيجياً"، منذ هجوم 7 أكتوبر، مشيراً إلى تصاعد خطير في تطبيع العنف بين الدول.
وفي إشارة إلى الصراع الإيراني الإسرائيلي الأخير، قال بوركار: "هل بات من الطبيعي أن تطلق دولة ما 300 صاروخ على أخرى، ونعتبر الأمر غير خطير فقط لأن 95% منها تم اعتراضه؟"
واعتبر أن ردود الفعل الدولية أصبحت باهتة أمام تصعيدات دموية كهذه، محذراً من تحول هذا القبول إلى قاعدة.
استعداد عسكري متصاعد وخطاب ماكرون الحاسم
يأتي خطاب بوركار قبل يومين فقط من كلمة مرتقبة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، المقررة في 13 يوليو، والتي يتوقع أن تتضمن إعلانات استراتيجية كبرى تخص مستقبل الدفاع الفرنسي.
وأكدت الرئاسة الفرنسية أن الكلمة ستستند إلى نتائج "المراجعة الوطنية الاستراتيجية" التي نبهت إلى تنامي التهديد الروسي، تفكك التحالفات التقليدية، وضرورة التكيّف مع عالم يتغير بسرعة.
كما كشفت باريس عن خطة تسليح طموحة تتماشى مع التوجه الدولي، حيث وافق الناتو على تخصيص 5% من الناتج المحلي الإجمالي للأمن والدفاع بحلول 2035، وستخصص فرنسا 3.5% منه للإنفاق العسكري.
موازنة دفاعية هي الأكبر في تاريخ الجمهورية
خصصت فرنسا قانون برمجة عسكرية جديد بقيمة 413 مليار يورو للفترة بين 2024 و2030، يتضمن زيادات سنوية بقيمة 3 مليارات يورو، ما يعكس قناعة متزايدة بأن "العودة إلى الوراء لم تعد ممكنة".
وتعمل القوات المسلحة الفرنسية على تدريبات قتالية مكثفة، كان أبرزها تمرين مشترك أجري وسط فرنسا لمحاكاة حرب عالية الشدة ضد عدو متقدم يمتلك ذات القدرات القتالية، بمشاركة بولندا وإيرلندا.
يبدو أن فرنسا، من خلال خطاب رئيس أركانها وخطة رئيسها المرتقبة، تدخل مرحلة إعادة تموضع استراتيجي شاملة، في ظل قناعة متصاعدة بأن العالم يعود إلى زمن الصراع بين القوى العظمى، وأن "السلام لم يعد مفهوماً بديهياً"، بل خياراً يجب التحضير له بقوة السلاح والجاهزية.
0 تعليق