تعيش جماعة الهرهورة الساحلية (ضواحي تمارة) منذ أيام على وقع غضب شعبي عارم بسبب الفشل الذريع للشركة المفوض لها تدبير قطاع النظافة في جمع النفايات المنزلية.

مصادر مطلعة كشفت لـ"أخبارنا" أن الشركة تواجه أزمة حادة بعد تعرض اثنين من شاحناتها الثلاثة لعطل تقني، ما اضطرها إلى استئجار جرافة وشاحنة كبيرة كحل بديل، لكن هذا الإجراء أثار غضب السكان، خصوصاً بعد تزامنه مع فصل الصيف حيث يزداد الإقبال على شواطئ الهرهورة التي تُعتبر من بين الأجمل على مستوى الجهة. هذه المشاهد السوداوية لتراكم النفايات وسط هذا الموسم الحيوي شكلت صدمة كبرى لدى الجميع.

ذات المصادر أكدت أيضا أن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، مشيرة إلى أن الشركة التي فازت بصفقة تدبير قطاع النظافة (حوالي 12 مليون درهم) منذ حوالي سنة ونصف، تعاني من مشاكل مالية خانقة، حيث لم يتقاض عمالها راتبين شهريين متراكمين، ما ينذر بأزمة نفايات وشيكة قد تطيح بجمالية ونظافة الجماعة التي يسكنها نحو 21 ألف نسمة.

وفي تصعيد جديد للأزمة، امتدت تداعيات فشل الشركة إلى نظافة الشواطئ، حيث تسبب عطل في آلة غربلة الرمال بطمس الأزبال وسط الرمال، ما أدى إلى تراكم القاذورات وانبعاث روائح كريهة، فاقمت من حدة استياء الساكنة.

وسط هذه الفوضى، ارتفعت أصوات مطالبة السلطات المحلية والإقليمية والمجلس الجماعي بالتدخل العاجل، وإلزام الشركة باحترام دفتر التحملات المبرم، وتحمل مسؤولياتها تجاه الساكنة التي تعيش حالة من الاستياء غير المسبوق.

الوضع في الهرهورة صار يهدد ليس فقط صحة وسلامة السكان والزوار، بل يضرب بصورة هذه الوجهة السياحية المهمة، ويطرح تساؤلات حول جدوى استمرارية الشركة في تدبير قطاع النظافة، إن لم يكن هناك تدخل سريع وحاسم لإنقاذ الوضع.

" frameborder="0" width="425" height="350">