أكد لياو ليتشيانج، سفير الصين بالقاهرة، على الأهمية البالغة لزيارة رئيس مجلس الدولة الصيني، لي تشيانج، إلى مصر، والتي تبدأ اليوم الأربعاء بدعوة كريمة من الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، معتبراً إياها خطوة دبلوماسية محورية نحو تفعيل التوافق الاستراتيجي الذي يجمع الرئيس عبد الفتاح السيسي بالرئيس شي جين بينج.

في بيان صادر عن السفارة الصينية بالقاهرة، أوضح السفير أن زيارة تشيانج للقاهرة هي الأولى من نوعها، وتمثل أرفع مستوى لزيارة مسؤول صيني لمصر في السنوات الأخيرة، مما يعكس قوة ومتانة العلاقات بين البلدين، وأعرب عن تفاؤله بأن هذه الزيارة ستدفع الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين مصر والصين إلى الأمام بقوة.

وأشار لياو ليتشيانج إلى أن مصر والصين شريكان متضامنان يسيران معاً نحو التقدم، مؤكداً على الصداقة الوطيدة التي تجمع الرئيسين السيسي وشي جين بينج، اللذين التقيا مرتين خلال العام الماضي واتفقا على تعزيز العلاقات الثنائية بهدف بناء “مجتمع المستقبل المشترك في العصر الجديد”، كما شهدا سوياً احتفالات روسيا بالذكرى الثمانين لانتصار الحرب الوطنية العظمى للاتحاد السوفيتي.

وأضاف أن البلدين يدعمان بعضهما البعض في القضايا ذات الأهمية الجوهرية، فمصر ملتزمة بمبدأ “الصين الواحدة”، بينما تدعم بكين جهود مصر في الحفاظ على سيادتها وأمنها.

وأكد على “أن البلدين يعملان على تعزيز التبادلات رفيعة المستوى، وتكثيف التواصل والتعاون بين الحكومات والهيئات التشريعية والأحزاب السياسية على كافة المستويات، مما يعزز الثقة السياسية المتبادلة بشكل مستمر”.

كما صرح سفير الصين بالقاهرة بأن بلاده هي الشريك التجاري الأكبر لمصر، والمصدر الرئيسي للواردات، بالإضافة إلى كونها من بين الدول الرائدة في الاستثمار بمصر، لافتاً إلى أن منطقة “تيدا” للتعاون الاقتصادي والتجاري في السويس قد ساهمت بشكل ملحوظ في تعزيز النمو الاقتصادي المحلي وتوفير فرص عمل واسعة النطاق في السنوات الأخيرة.

وأشار إلى أن الشركات الصينية تستثمر بنشاط في مصر في قطاعات متنوعة مثل:

وهذا ما يساعد مصر على تحويل موقعها الاستراتيجي إلى قوة دافعة للتنمية الاقتصادية، كما أشاد بالتعاون المالي بين البلدين، الذي يدعم التنمية المستدامة في مصر، مؤكداً أن التحديث على الطريقة الصينية يعود بفوائد ملموسة على الشعب المصري.

وأكد لياو ليتشيانج أن مصر كانت أول دولة عربية وأفريقية تقيم علاقات دبلوماسية مع الصين الجديدة، مشيراً إلى أن الصداقة التقليدية بين البلدين تزداد قوة على مر الزمن، وذكر أن العام الماضي كان “عام الشراكة الصينية المصرية”، حيث أقامت الدولتان فعاليات ثقافية متنوعة، كما لفت إلى تزايد الاهتمام بتعلم اللغة الصينية في مصر وزيادة التبادل السياحي بفضل الرحلات الجوية المباشرة.

وأضاف أن معرض الآثار المصرية القديمة استقطب أعداداً كبيرة من الزوار الصينيين، وأن الفريق الصيني المصري المشترك للتنقيب عن الآثار نجح في الكشف عن معبد في العاصمة المصرية القديمة، مؤكداً على الرؤية المشتركة التي تجمع البلدين، وأن العلاقات الصينية المصرية تمثل نموذجاً حياً للعلاقات الدولية الحديثة، وتكتسب أهمية استراتيجية تتجاوز الإطار الثنائي.

وأوضح سفير الصين بالقاهرة أن الدولتين تعملان بتنسيق وثيق في الأمم المتحدة لتعزيز التعاون والتضامن بين دول الجنوب العالمي في المحافل متعددة الأطراف مثل:

وأشار إلى أن البلدين يسعيان دائماً لإيجاد حلول سياسية للقضايا الدولية والإقليمية الملحة، مثل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي والأزمة الأوكرانية، مما يساهم في تحقيق الاستقرار في الوضع الدولي المضطرب.

وأكد لياو ليتشيانج دعم بلاده الثابت للخطة التي أطلقتها مصر وغيرها من الدول العربية لإعادة إعمار غزة، وكذلك للبيان المشترك لوزراء خارجية مصر و20 دولة عربية وإسلامية، الذي يدعو إلى وقف إطلاق النار واستئناف المفاوضات بشأن الملف النووي الإيراني والحفاظ على السلام الدائم في المنطقة.

وأضاف أن العلاقات الصينية العربية تشهد أزهى عصورها، حيث اتفق الطرفان على بذل الجهود لتعزيز المجتمع الصيني العربي في العصر الجديد، والتنفيذ الشامل لـ”الأعمال الثمانية المشتركة” و”معادلة التعاون الخمس” التي طرحها الرئيس شي جين بينج، مشيراً إلى أن حجم التبادل التجاري بين الصين والدول العربية تجاوز 400 مليار دولار في عام 2024، وأن مبادرة “الحزام والطريق” تغطي الآن جميع الدول العربية الـ 22، مما يعود بالنفع على ملياري شخص من شعوب الجانبين.

وأشار إلى أن العام القادم سيشهد الاحتفال بالذكرى السبعين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وأن القمة الصينية العربية الثانية ستنعقد في الصين قريباً، مما يجعل العلاقات الصينية المصرية والعلاقات الصينية العربية على أعتاب مرحلة جديدة.

وفي ختام حديثه، أعرب السفير الصيني عن أمله في أن تسهم زيارة رئيس مجلس الدولة في تعزيز الصداقة التقليدية وتعميق التعاون المتبادل، ودفع العلاقات الصينية المصرية نحو تحقيق هدف بناء مجتمع المستقبل المشترك في العصر الجديد، مما يساهم في بناء المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك على نطاق أوسع.