قلب مصر الرقمي..  الأسباب الحقيقية وراء تجدد اشتعال النيران 3 مرات في سنترال رمسيس؟ - كورة نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
قلب مصر الرقمي..  الأسباب الحقيقية وراء تجدد اشتعال النيران 3 مرات في سنترال رمسيس؟ - كورة نيوز, اليوم الثلاثاء 8 يوليو 2025 06:30 مساءً

في عصر  أمس الاثنين اندلع حريق هائل في الطابق السابع من مبنى "سنترال رمسيس" التاريخي بوسط القاهرة، الذي تأسس عام 1927 وأجرى منه الملك فؤاد أول مكالمة هاتفية في مصر . 
بدأت النيران في إحدى صالات الطابق المخصصة لمشغلي الاتصالات، حيث تضم صالات منفصلة لكل مشغل، وامتدت إلى طوابق أخرى نتيجة شدة الحرارة واللهب، وفقًا للمهندس محمد نصر، الرئيس التنفيذي للشركة المصرية للاتصالات .
و رغم وصول سيارات الإطفاء خلال دقائق، فقد حالت قوة الحريق دون السيطرة الفورية، ما أدى إلى استمرار الاشتعال لأكثر من 12 ساعة، مع تجدد النيران ثلاث مرات، وتطلّب الأمر عمليات تبريد مكثفة حتى صباح الثلاثاء لمنع عودة الاشتعال بعد رصد أدخنة متصاعدة . 

بؤر مشتعلة تحت الأنقاض

وفقًا لبيان رسمي من الشركة المصرية للاتصالات، فإن السبب الرئيسي في تجدد الاشتعال يعود إلى وجود بؤر نيران خامدة داخل الكابلات المحترقة ومعدات الاتصالات في الطابق السابع، لم تكن مرئية خلال عمليات الإطفاء الأولية، بسبب كثافة الدخان وضيق المساحات الداخلية.

وأضافت الشركة أن البنية المعدنية للأجهزة والحوائط العازلة داخل غرف المعدات، بالإضافة إلى تمديدات الكابلات القديمة، ساهمت في احتباس الحرارة واستمرار الاشتعال داخليًا لفترة طويلة، رغم التبريد السطحي بالمياه والرغاوي.


مواد شديدة الاشتعال


وأكد مصدر هندسي داخل وزارة الاتصالات  في تصريحات صحفية أن بعض الأجهزة الإلكترونية داخل السنترال تحتوي على مواد عازلة أو بطاريات داخلية من مركبات الليثيوم والبلاستيك الصناعي، وهي مواد قد تشتعل تلقائيًا من الداخل حتى بعد ساعات من إطفاء النيران الظاهرة، وهو ما يفسر تجدد اللهب رغم التبريد.
و أشار المصدر إلى أن غرف السنترال المحترقة تضم أنظمة سيرفرات رئيسية وكابلات نحاسية مغلفة بالبلاستيك، وهي قابلة للاشتعال بسهولة عند ارتفاع درجات الحرارة، وتحتاج إلى تبريد متخصص وليس فقط رش المياه.

شلل لشبكات الاتصالات والإنترنت

تسببت الكارثة في شلل غير مسبوق لشبكات الاتصالات والإنترنت على مستوى العاصمة وأجزاء من الجيزة، حيث انخفضت كفاءة الاتصالات إلى 62% من مستواها الطبيعي وفقًا لمراقبي "نت بلوكس" . 
كما تعطلت خدمات الهاتف المحمول والأرضي، وانقطع الوصول إلى تطبيقات مثل فيسبوك وواتساب وتيك توك، وتوقفت أجهزة الصراف الآلي وخدمات الدفع الإلكتروني (مثل "إنستاباي" و"فوري") والمعاملات المصرفية، ما عطّل حركة الملايين من المواطنين والشركات . 
حتى حركة الطيران شهدت تأخيرات محددة في مطار القاهرة الدولي بسبب تعطل أنظمة الاتصالات، قبل أن تعود تدريجيًا بفضل حلول بديلة . فيما كشف الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات أن السبب المباشر لهذا الانهيار هو تلف كابلات رئيسية وسيرفرات حيوية داخل الغرفة المحترقة . 

جهود رجال الحماية المدنية

لم تكن جهود رجال الحماية المدنية مجرد مواجهة للنيران، بل معركة ضد الزمن لإنقاذ العالقين. دفع الحريقُ عشر سيارات إطفاء إلى الموقع، وشارك فيها رجال من محافظات القاهرة والجيزة والقليوبية، بينما فرضت الشرطة طوقًا أمنيًا لمنع امتداد النيران إلى أسطح المباني المجاورة.
و واجهت الفرق صعوبات جمة بسبب شدة الحرارة وانتشار الدخان الكثيف، ما أعاق إخلاء الموظفين من الطوابق العليا. بلغت التضحيات ذروتها عندما أصيب 10 من رجال الشرطة خلال العمليات، ونقلوا مع 23 آخرين مصابين بالاختناق إلى مستشفيات القبطي وصيدناوي والمنيرة . وبرزت لحظات درامية حين حاول العاملون إنقاذ معدات الاتصالات حتى اللحظات الأخيرة، كما وصف بيان الشركة المصرية للاتصالات . 

قصة 4 أبطال التهمتهم النيران

أسفر الحريق عن مأساة إنسانية تمثلت في وفاة أربعة من عمال السنترال، هم: المهندسون محمد طلعت، أحمد رجب، أحمد الدرس، ووائل مرزوق،  ونعتهم الشركة المصرية للاتصالات في بيان مؤثر واصفة إياهم بأنهم "ظلوا يؤدون واجبهم حتى اللحظات الأخيرة"، ووجهت بتقديم الدعم المادي والمعنوي لأسرهم .
و روى شهود عيان كيف انتشر الدخان الرمادي الكثيف فوق المبنى حتى ظهر من فوق الكباري البعيدة، فيما تجمع المواطنون قرب سياج المبنى يتابعون عمليات الإطفاء بين سيارات الإسعاف والمصابين، فيما ذكر  أحد الناجين  أن فرق الإطفاء استخدمت السلالم لإخراج المحاصرين، لكن شدة الدخان أعاقت بعض المحاولات . 

سبب حريق سنترال رمسيس

من الناحية الفنية، رجح الخبراء أن يكون "ماس كهربائي" بسبب ارتفاع درجات الحرارة هو الشرارة الأولى للحريق، خاصة مع وجود كابلات قديمة في مبنى يقترب من مائة عام . وأشار المهندس محمد نصر إلى أن أنظمة الإطفاء الذاتي في صالات الأجهزة فشلت في التصدي للنيران بسبب شدة الحريق . أما من الناحية التاريخية، فيرى خبراء الآثار أن السنترال يمثل شاهدًا على تحولات مصر التكنولوجية، من إطلاق أول خدمة محمول (موبينيل 1998) إلى إنشاء أول وزارة اتصالات (1999)، ما يجعله رمزًا للبنية التحتية التي تحتاج صيانة استباقية . 

ردود الفعل الرسمية على حريق سنترال رمسيس

ردود الفعل الرسمية جاءت سريعة وحازمة. النائب أحمد بدوي، رئيس لجنة الاتصالات البرلمانية، طمأن المواطنين بأن التأثير "محدود" وتوقع عودة الخدمات خلال ساعات . 
أما وزير الاتصالات عمرو طلعت، الذي قطع زيارته الخارجية وعاد فورًا إلى القاهرة، فقد تفقد الموقع وأعلن أن "خلال 24 ساعة ستكون كافة خدمات الاتصالات قد عادت تدريجيًا"، مشيرًا إلى نقل الخدمات إلى مراكز اتصالات بديلة، ونفى أن يعتمد النظام المصري على سنترال واحد . في الوقت نفسه، شكل محافظ القاهرة لجنة هندسية لتقييم أضرار المبنى تمهيدًا لإزالة المخلفات بعد انتهاء تحقيقات النيابة . 

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق