ربط فريق من الباحثين الدوليين، بقيادة معهد فلندرز للأبحاث الطبية في أستراليا، التعرض للضوء الساطع خلال الليل بزيادة خطر الإصابة بخمسة أمراض قلبية وعائية كبرى، وذلك بعد دراسة تحليلية شملت أكثر من 88 ألف شخص من سجلات البنك الحيوي البريطاني.

وفي تفاصيل الدراسة، ارتدى المشاركون أجهزة استشعار ضوئية حول معصمهم لفترة امتدت بين عامي 2013 و2016، مما أتاح للباحثين تتبّع مستويات تعرضهم للضوء ليلاً ونهارًا بدقة. وأظهرت التحليلات أن الذين تعرضوا لأعلى درجات من الإضاءة ليلاً، واجهوا خطرًا أكبر بنسبة تراوحت بين 23% و56% للإصابة بأمراض مثل: الشريان التاجي، واحتشاء عضلة القلب، وقصور القلب، والرجفان الأذيني، والسكتة الدماغية.

كما أوضحت النتائج أن هذه الارتباطات ظلت قائمة حتى بعد أخذ عوامل نمط الحياة المختلفة في الاعتبار، مثل النشاط البدني، والنظام الغذائي، والتدخين، ومعدلات النوم، والمخاطر الجينية، مما يؤكد تأثير الضوء الليلي المستقل على صحة القلب.

من جهة أخرى، أظهرت التحليلات اختلافات ملحوظة حسب الجنس والعمر، إذ بدت النساء أكثر تأثرًا بزيادة خطر قصور القلب ومرض الشريان التاجي، فيما أظهر المشاركون الأصغر سنًا ارتباطًا أقوى بقصور القلب والرجفان الأذيني.

وفي ضوء هذه النتائج، دعا الباحثون إلى اعتماد أنظمة إضاءة أكثر مراعاة للساعة البيولوجية، سواء في المنازل أو المستشفيات أو الأماكن العامة، مؤكدين أن التعرض المزمن للضوء الصناعي قد يخل بالتوازن الهرموني والأيضي، ويؤدي إلى اضطرابات في نظم القلب وتلف الأوعية الدموية على المدى البعيد.