نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
«احتفاءً بلغة تجمعنا» اليوم العالمي للسواحيلية: تقدير أممي لأهميتها وتوسعها المتزايد - كورة نيوز, اليوم الاثنين 7 يوليو 2025 11:23 صباحاً
تحتفل الأمم المتحدة في السابع من يوليو باليوم العالمي للغة السواحيلية، وهو احتفال سنوي يبرز أهمية هذه اللغة ومكانتها المتنامية، وقدرتها على تعزيز الهوية الثقافية، وتوحيد الشعوب، وموضوع هذا العام يركز على “اللغة: أساس الثقافة، وركيزة التماسك، وبذرة التنمية”
وفقًا لمركز الأمم المتحدة للإعلام، يشهد العالم احتفالًا سنويًا باللغة السواحيلية في السابع من يوليو، وهو اليوم المخصص للاحتفاء بها، وتعد السواحيلية من بين اللغات الأكثر انتشارًا في أفريقيا، حيث يتحدث بها أكثر من 200 مليون شخص، وقد أسهمت بشكل كبير في تشكيل الهوية الثقافية والعاطفية للقارة، وأصبحت لغة موحدة لشعوب شرق ووسط وجنوب أفريقيا، وقد اعتمدتها العديد من المنظمات الإقليمية مثل الاتحاد الأفريقي وجماعة تنمية الجنوب الأفريقي وجماعة شرق أفريقيا كلغة رسمية، مما يعكس الرغبة في تحقيق الوحدة والتكامل بين هذه الدول
تؤكد الأمم المتحدة على أن السواحيلية ليست مجرد أداة للتواصل، بل هي لغة حية نابضة بالحياة توحد المجتمعات وتعكس ذاكرتهم الجماعية، وهي تحمل في طياتها الهوية الأفريقية الأصيلة، وتعبر عن ثقافة القارة، وتدعو إلى الوحدة والتآزر، وقد كانت السواحيلية حاضرة في لحظات النضال من أجل الحرية، حيث استخدمها المناضلون للتعبير عن طموحاتهم وآمالهم في التحرر والاستقلال
لعب جوليوس نيريري، أحد أبرز الشخصيات في تاريخ أفريقيا، دورًا محوريًا في تعزيز مكانة اللغة السواحيلية كرمز للنضال والكرامة، وبعد ذلك، واصلت اللغة مسيرتها لتصل إلى قاعات الدراسة وأروقة الدبلوماسية ومنصات الإعلام، لتصبح جسرًا للتفاهم المتبادل وتعزيز الأخوة بين الشعوب
تتميز اللغة السواحيلية بمكانة مرموقة، إذ إنها أول لغة أفريقية يتم تخصيص يوم عالمي للاحتفاء بها، وقد اتخذت اليونسكو قرارًا بتخصيص هذا اليوم تقديرًا لدورها في تعزيز التعددية اللغوية ونشر ثقافة التسامح وترسيخ أسس التنمية المستدامة، فهي ليست مجرد وسيلة للتفاهم، بل هي أيضًا أساس للتعليم الجيد وحفظ الذاكرة الثقافية ومنصة لإطلاق الرؤى الاجتماعية والاقتصادية التي تصوغ حاضر ومستقبل القارة
أكدت الأمم المتحدة على أن اللغة السواحيلية هي بمثابة جسر حي يربط بين الحضارات، ويساهم في تحسين جودة التعليم، والحفاظ على التراث الثقافي، وتعزيز التقدم الاجتماعي والاقتصادي، فهي ليست مجرد لغة، بل هي أداة للتعبير عن الهوية، ومرآة للقيم، وعدسة يرى من خلالها الأفارقة مكانتهم في العالم وتاريخهم بين الأمم، وتعكس مفرداتها المتنوعة وصورها الغنية فسيفساء أفريقيا بكل جوانبها، مما يخلق رؤى موحدة تتجاوز حدود القارات
في هذا السياق، واعترافًا بأهمية اللغة السواحيلية المتزايدة على الساحة الدولية، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة القرار A/RES/78/312، الذي يؤكد على دورها الفريد في تعزيز التضامن الإنساني والسلام، وتعزيز الشعور بالهوية القارية المشتركة في عالم يشهد تحولات سريعة ويتطلب جهودًا لإصلاح الروابط المكسورة بين الشعوب والثقافات
أعلنت الأمم المتحدة أن اللغة السواحيلية تحمل تاريخًا غنيًا تشكل عبر تفاعل الثقافات المختلفة على مر الأجيال، ويتفق الباحثون على تفسيرين لأصولها، التفسير الأول يرى أن السواحيلية هي لغة بانتو تطورت على سواحل شرق أفريقيا بين القرنين الأول والخامس الميلاديين، وقد كانت لغة مشتركة بين شعوب البانتو، مما سهل التواصل مع التجار من شبه الجزيرة العربية وآسيا، وأصبحت في النهاية لغة راسخة في التجارة والتبادل الثقافي والعلاقات الدولية
أما التفسير الآخر، وفقًا للأمم المتحدة، فيرى أن التأثير العربي كان له دور أساسي في تطور اللغة السواحيلية، واسمها مشتق من الكلمة العربية “سواحلي”، التي تعني “الانتماء إلى الساحل”، مما يعكس الروابط التاريخية العميقة بين سكان الساحل الشرقي لأفريقيا والتجار العرب
بمرور الوقت، أُثرت اللغة السواحيلية بمفردات وأساليب كتابة وتقنيات نحوية من اللغة العربية، مما ساعد المجتمعات الساحلية على الازدهار، حتى أصبحت لغة حية ذات حضور قوي في الشؤون المحلية والعالمية
تعتبر السواحيلية اللغة الأكثر انتشارًا في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وهي لغة التواصل المشترك لأكثر من 14 دولة أفريقية، ويوفر مقر الاتصالات العالمية للأمم المتحدة خدمات إخبارية باللغة السواحيلية، وقد كُتبت في الأصل بالأحرف العربية، ثم اعتُمدت الأبجدية اللاتينية لاحقًا، وتتميز اللغة السواحيلية بنطقها المنطقي وسلاستها، مما يجعلها من أسهل اللغات الأفريقية التي يمكن للشباب تعلمها
0 تعليق