حذر الدكتور عمرو حسن أستاذ أمراض النساء والتوليد بكلية طب قصر العيني من الاستخدام العشوائي للكورتيزون من قبل السيدات اللاتي يسعين للحمل والإنجاب لعلاج بعض الحالات المرضية التي يعانين منها، فالكثيرات يلجأن إلى هذه الممارسة دون استشارة طبية متخصصة، مما قد يعرضهن للخطر.

أوضح الدكتور عمرو أن بعض السيدات قد يجرين تحليل Anti-TPO ويكتشفن ارتفاع نسبته، وهو تحليل للأجسام المضادة، ولكن الكورتيزون ليس العلاج المناسب لهذه الحالة، بل هو خطأ شائع يقع فيه الكثيرون.

وأكد أن الأجسام المضادة للغدة الدرقية ليست ناتجة عن التهاب مؤقت يمكن علاجه بمضاد أو مسكن، بل هي حالة مناعية مزمنة وطويلة الأمد، حيث يهاجم الجسم الغدة الدرقية مما يهدد المناعة وقدرات الجسم بشكل عام.

على الرغم من أن الكورتيزون قد يخفض هذه الأجسام المضادة لفترة مؤقتة، إلا أن النتيجة ليست دائمة، فالمشكلة تكمن في أن هذه النسب والمعدلات تعود إلى الارتفاع بمجرد التوقف عن تناول الدواء.

الجدير بالذكر أن استخدام الكورتيزون أثناء الحمل ليس آمنًا كما يعتقد البعض، بل قد يتسبب في العديد من المشكلات على المدى البعيد، حيث أن مضاعفاته قد تكون خطيرة وتتضمن ما يلي:

ارتفاع ضغط الدم الذي قد يهدد سلامة الأم. اضطراب في مستويات السكر. زيادة غير مرغوبة في الوزن. قد يحدث ما يسمى “الارتداد المناعي”، وهو تفعيل أمراض مناعية كانت خاملة لتظهر فجأة وبقوة بعد التوقف عن تناول الدواء.

لذلك فإن الكورتيزون لا يقدم فائدة حقيقية في هذه الحالات، بل قد يزيد من خطر حدوث مضاعفات غير ضرورية.

متى يصبح تحليل Anti-TPO ضروريًا؟

أوضح الدكتور عمرو أن هذا التحليل ليس ضروريًا لكل الحالات، ولكن هناك بعض الحالات التي لا يمكن تجاهله فيها، وتتضمن:

إذا كانت المرأة قد تعرضت لتجارب إجهاض متكررة. إذا طال انتظار الحمل دون وجود سبب واضح. إذا ظهرت أعراض تشير إلى قصور الغدة الدرقية، على الرغم من أن نتائج الفحوصات الأخرى طبيعية. إذا كان هناك تاريخ عائلي للإصابة بأمراض المناعة الذاتية أو مشاكل في الغدة الدرقية.

في هذه الحالات يعتبر هذا التحليل مفتاحًا لفهم السبب الحقيقي للمشكلة، مما يساعد الطبيب على اتخاذ القرار المناسب.

كما أشار إلى أنه في حالة الحمل إذا اجتمع ارتفاع Anti-TPO مع زيادة ولو طفيفة في هرمون TSH، يجب التحرك بحذر، حيث يقوم الطبيب بتحديد العلاج المناسب للمريضة باستخدام المادة الفعالة ليفوثيروكسين، وذلك بناءً على قراءة دقيقة لمستوى TSH وتحت إشراف الطبيب المختص.

فالـ ليفوثيروكسين هو الدواء المناسب والوحيد خلال فترة الحمل في هذه الحالة، حيث أن الهدف من العلاج ليس فقط الوصول إلى أرقام مثالية في التحليل، بل ضمان حمل مستقر وصحي، وإذا كنتِ تستعدين للحمل وتعانين من مشكلة في الغدة الدرقية، يجب عليكِ تجنب وصفات الكورتيزون.