القمة الـ17 لـ”بريكس”: موقف موحد إزاء الأزمات العالمية.. رفض الأحادية ودعوة لنظام عالمي أكثر عدلا - كورة نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
القمة الـ17 لـ”بريكس”: موقف موحد إزاء الأزمات العالمية.. رفض الأحادية ودعوة لنظام عالمي أكثر عدلا - كورة نيوز, اليوم الاثنين 7 يوليو 2025 05:03 صباحاً

الصراعات في الشرق الأوسط

أعرب المشاركون في القمة عن “قلقهم البالغ إزاء النزاعات المستمرة وعدم الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا”، مشيرين إلى دعمهم للبيان المشترك الصادر عن نواب وزراء خارجية ومبعوثي بريكس الخاصين، خلال اجتماعهم في 28 مارس 2025.

الوضع في غزة

وحول الوضع في قطاع غزة، دعت دول بريكس “جميع الأطراف إلى مواصلة المفاوضات بهدف التوصل إلى وقف فوري، دائم وغير مشروط لإطلاق النار، والانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة وجميع الأراضي الفلسطينية المحتلة الأخرى، والإفراج عن جميع الرهائن والمعتقلين المحتجزين بشكل مخالف للقانون الدولي، وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق”.

وأكد البيان أن “الحل العادل والدائم للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي لا يمكن أن يتحقق إلا بالوسائل السلمية، ويعتمد على تنفيذ الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، بما في ذلك الحق في تقرير المصير والعودة”.

كما جاء في الوثيقة: “نذكّر بأن قطاع غزة يشكّل جزءا لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية المحتلة، ونؤكد على أهمية توحيد الضفة الغربية وقطاع غزة تحت سلطة الإدارة الفلسطينية، ونجدّد التأكيد على حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، بما في ذلك حقه في إقامة دولة فلسطينية مستقلة”.

الوضع في سوريا

وفيما يتعلق بسوريا، رحّبت دول بريكس بـ”رفع العقوبات الأحادية المفروضة على سوريا”، معربة عن أملها في أن “يسهم ذلك في دعم جهود إعادة إعمار الاقتصاد السوري وإطلاق مرحلة جديدة من التنمية والاستقرار”.

كما أكدت الدول الأعضاء “التزامها الثابت بسيادة سوريا واستقلالها ووحدتها وسلامة أراضيها”، ودعت إلى “عملية سياسية شاملة يقودها السوريون وتعود لهم، بدعم من الأمم المتحدة، على أساس قرار مجلس الأمن رقم 2254 (2015)، بما يضمن أمن ورفاهية جميع المواطنين دون تمييز”.

وأدانت بريكس في بيانها الختامي “أعمال العنف في المحافظات السورية، واستمرار الأنشطة الإرهابية من قبل منظمة داعش الإهابية وفروع تنظيم القاعدة”، وأعربت عن تعازيها لعائلات ضحايا “الهجمات الإرهابية، بما في ذلك القصف الأخير على كنيسة مار إلياس ومنطقة ريف دمشق”.

وأدانت دول بريكس أيضا “التهديد الذي يشكله وجود المقاتلين الإرهابيين الأجانب على الأراضي السورية، والمخاطر التي تنطوي على احتمال انتشارهم إلى دول أخرى في المنطقة”، مضيفة: “يجب على سوريا أن تواجه بحزم جميع أشكال الإرهاب والتطرف، وتتخذ إجراءات ملموسة استجابة لمخاوف المجتمع الدولي حيال الإرهاب”.

كما جاء في البيان الختامي: “ندين بشدة الاحتلال الإسرائيلي لأجزاء من الأراضي السورية، الذي يُعد انتهاكا صارخا للقانون الدولي وخط الترسيم لعام 1974، وندعو إسرائيل إلى سحب قواتها من الأراضي السورية على الفور”.

الهجمات على إيران

أدانت دول بريكس بشدة “الضربات العسكرية التي بدأت في 13 يونيو 2025 ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية، واعتبرتها انتهاكا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة”، معربة عن “قلقها البالغ من التصعيد اللاحق للوضع الأمني في الشرق الأوسط”.

وأبدت المجموعة “قلقها من الهجمات التي استهدفت المنشآت النووية الإيرانية الخاضعة بالكامل لضمانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية”، ودعت مجلس الأمن الدولي إلى “النظر في مسألة ضمان الأمن النووي في ظل النزاعات المسلحة”، مشددة على أن “الضمانات النووية والأمن والحماية المادية يجب أن تُحترم في جميع الظروف، بما في ذلك أثناء النزاعات المسلحة، لحماية البشر والبيئة”.

مخاطر النزاع النووي

وفي بند مخصص لمسألة نزع السلاح، عبّرت الدول الأعضاء في بريكس عن “القلق إزاء تزايد مخاطر النزاعات ذات البعد النووي”، وشددت على “أهمية تنشيط منظومة نزع السلاح، والحد من التسلح، وعدم الانتشار، والحفاظ على فعاليتها، كشرط لتحقيق الاستقرار العالمي، والسلام والأمن الدوليين”.

وأكدت دول بريكس أن “المناطق الخالية من الأسلحة النووية تسهم بشكل كبير في دعم نظام عدم الانتشار النووي”، مضيفة: “نؤكد دعمنا واحترامنا لجميع المناطق الخالية من الأسلحة النووية، وما يرتبط بها من ضمانات بعدم استخدام الأسلحة النووية أو التهديد باستخدامها”.

وأشارت الوثيقة الختامية إلى “الأهمية البالغة لتكثيف الجهود لتنفيذ القرارات الخاصة بإنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل الأخرى في الشرق الأوسط، بما في ذلك المؤتمر المنعقد بموجب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 73/546”.

ودعت بريكس إلى “مشاركة جميع الأطراف المدعوة في هذا المؤتمر بحسن نية، والانخراط البنّاء في هذه المساعي”، كما رحبت باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة القرار 79/241 بشأن “الدراسة الشاملة لموضوع المناطق الخالية من الأسلحة النووية بجميع أبعاده”.

الصراع في السودان

وبشأن السودان، عبرت دول بريكس عن “قلقها العميق إزاء الوضع الإنساني المتدهور وخطر انتشار الإرهاب والتطرف”، ودعت إلى “وقف فوري، دائم وغير مشروط لإطلاق النار، وتسوية سلمية للنزاع”، وأكدت على “ضرورة ضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق وتوسيع نطاقها للسودان والدول المجاورة”.

الأزمة الأوكرانية

رحبت بريكس بـ”مبادرات الوساطة وجهود حسن النوايا، بما في ذلك مبادرة السلام الإفريقية ومجموعة أصدقاء السلام، الرامية إلى تسوية النزاع في أوكرانيا عبر الحوار والدبلوماسية”، معربة عن أملها بأن “تؤدي الجهود الحالية إلى تسوية سلمية ومستدامة”.

الهجمات الأوكرانية على الأراضي الروسية

أدان قادة بريكس “بأشد العبارات الهجمات التي استهدفت الجسور والبنية التحتية للسكك الحديدية في مقاطعات بريانسك وكورسك وفورونيج في روسيا الاتحادية في 31 مايو و1 و5 يونيو 2025″، مؤكدين أن هذه الهجمات كانت “متعمدة واستهدفت المدنيين، وأدت إلى سقوط العديد من الضحايا وبينهم أطفال”.

سياسة العقوبات الأحادية

أعربت دول بريكس عن “إدانتها لاستخدام التدابير القسرية الأحادية الجانب التي تتعارض مع القانون الدولي”، وكررت أن “مثل هذه الإجراءات، بما في ذلك العقوبات الاقتصادية والانعكاسات الثانوية لها، تُخلّف آثارا سلبية واسعة النطاق على حقوق الإنسان”.

وأشار الإعلان إلى أن العقوبات “تُعيق التنمية الاقتصادية، وتضعف الأنظمة الصحية والأمن الغذائي، وتؤثر على الفئات الهشة، وتُعمق الفجوة الرقمية، وتفاقم التحديات البيئية”، ودعت الدول الأعضاء إلى “إلغاء هذه الإجراءات غير القانونية التي تقوّض القانون الدولي ومبادئ وأهداف ميثاق الأمم المتحدة”.

وأكد البيان الختامي للمجموعة: “أن دول بريكس لا تفرض ولا تدعم أي عقوبات غير مصادق عليها من قبل مجلس الأمن الدولي وتتعارض مع القانون الدولي”.

مكافحة الإرهاب

جددت دول بريكس دعوتها إلى “الانتهاء من صياغة واعتماد اتفاقية شاملة لمكافحة الإرهاب الدولي تحت مظلة الأمم المتحدة”، ودعت إلى “اتخاذ إجراءات منسقة ضد جميع الإرهابيين والمنظمات الإرهابية المدرجة من قبل الأمم المتحدة”.

وأكد البيان الختامي أن دول المجموعة “تدين بشدة جميع الأعمال الإرهابية، بصرف النظر عن الدوافع أو الزمان أو المكان أو الجهة المنفذة، وتؤكد التزامها بمحاربة الإرهاب بجميع أشكاله وتجلياته، بما في ذلك تنقل المقاتلين الإرهابيين العابر للحدود، وتمويل الإرهاب، وتوفير الملاذ الآمن للإرهابيين”.

وشدد بيان قمة بريكس الختامي على ضرورة ألا يُربط الإرهاب “بأي دين أو قومية أو حضارة أو جماعة إثنية”، وأكدت أن “جميع من يشارك في الأنشطة الإرهابية أو يدعمها يجب أن يُحاسب ويُقدم إلى العدالة وفقًا للقوانين الوطنية والدولية”.

ووضعت دول المجموعة المسؤولية الأساسية في مكافحة الإرهاب على عاتق الدول، مشيرة إلى أن الجهود العالمية الرامية إلى منع التهديدات الإرهابية ومواجهتها يجب أن تكون متسقة تماما مع التزاماتها بموجب القانون الدولي.

البيئة والتغير المناخي

دعت قمة بريكس في بيانها الختامي إلى “تعزيز الجهود العالمية في مواجهة تغير المناخ، في إطار التنمية المستدامة والقضاء على الفقر”، مشيرة إلى “برنامج القيادة المناخية لبريكس” بوصفه دليلا على “العزم الجماعي على لعب دور قيادي من خلال تمكين متبادل، ودفع حلول تستجيب لأولويات واحتياجات التنمية الخاصة بالدول الأعضاء، مع تسريع الإجراءات وتعزيز التعاون لتنفيذ اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ واتفاق باريس تنفيذا كاملا”.

كما أكدت الوثيقة الختامية أن الإنجازات التي حققتها دول بريكس في المسار المناخي تثبت أن التعددية والتعاون بين دول الجنوب العالمي يمكن أن يشكلا حوكمة أكثر شمولية واستدامة من أجل مستقبل أفضل.

وأوضح المشاركون في قمة بريكس أن “توفير التمويل المناخي المناسب وفي الوقت المناسب للدول النامية له أهمية حاسمة لتنفيذ عادل لعمليات التحول التي تجمع بين العمل المناخي والتنمية المستدامة”.

كما جدّدت قمة بريكس في البرازيل “رفضها للإجراءات الانفرادية والتمييزية والعقابية التي تُتخذ بذريعة بيئية، مثل آليات تسعير الكربون الحدودية، وتنظيم إزالة الغابات، والمتطلبات البيروقراطية والضرائب”، معتبرة أن هذه الإجراءات “تنتهك القانون الدولي”.

التعاون على مواجهة الكوارث الطبيعية

أعلنت دول بريكس التزامها بـ”تعزيز التعاون لتحسين أنظمة الحد من مخاطر الكوارث وبناء القدرات للحد من الخسائر في الأرواح والبنية التحتية”، وأشارت إلى ضرورة “حشد التمويل الكافي وتحفيز الاستثمارات الخاصة لتطوير البنية التحتية المستدامة”.

ورحّب البيان الختامي بـ”خطة العمل للفترة 2025–2028 التي تركز على معالجة أوجه عدم المساواة للحد من مواطن الضعف، وبناء أنظمة إنذار مبكر، وتعزيز القدرة على الاستجابة”، مؤكدين أن “تغير المناخ يعقّد أنماط المخاطر، لا سيما في دول الجنوب العالمي”، وأن “الكوارث المناخية تُحدث أضرارا واسعة بالبنى التحتية وتُسبب اختلالات اقتصادية تمسّ حياة الشعوب”.

الذكاء الاصطناعي وحوكمته

جاء في الوثيقة الختامية للقمة الـ17 لمجموعة “بريكس”:  “نعتبر أن الذكاء الاصطناعي يمثل فرصة بالغة الأهمية لتسريع عجلة التنمية نحو مستقبل أكثر ازدهارا ولتحقيق هذا الهدف، نؤكد أن الحوكمة العالمية للذكاء الاصطناعي يجب أن تخفف المخاطر المحتملة وتلبي احتياجات جميع الدول، بما في ذلك دول الجنوب العالمي”.

ودعا المشاركون في القمة إلى توحيد الجهود على المستوى العالمي لإنشاء نظام حوكمة للذكاء الاصطناعي يعكس القيم المشتركة لدول المجموعة، ويأخذ بعين الاعتبار المخاطر، ويعزز الثقة، ويضمن تعاونا دوليا متكافئا.

كما أكدت الوثيقة أن الذكاء الاصطناعي يغير بشكل فعال مجال العمل، حيث تفتح آفاق جديدة للوظائف، لكن في الوقت ذاته تظهر مخاطر تتمثل في اختفاء بعض المهن، وزيادة التفاوت الاجتماعي، وهشاشة فئات معينة. وتخص هذه المخاطر بالدرجة الأولى النساء والشباب وكبار السن وذوي الإعاقة والفئات الأخرى التي تعاني ظروفا صعبة. وفي هذا السياق، ستعمل دول بريكس على تطوير سياسات شاملة تتيح استخدام التكنولوجيا لما فيه صالح الجميع، مع مراعاة القوانين الوطنية والاتفاقيات الدولية.

التعاون في مجال الفضاء

أكّد المشاركون في قمة بريكس “ضرورة استخدام الأنظمة الفضائية والتكنولوجيا الفضائية لأغراض سلمية”، وجدّدوا دعمهم “لضمان استدامة الأنشطة الفضائية على المدى الطويل، ومنع عسكرة الفضاء ووضع الأسلحة فيه، ومنع استخدام القوة أو التهديد بها ضد الأجسام الفضائية”، داعين إلى “اعتماد صك قانوني ملزم في هذا الإطار”.

كما أعلنوا عن “موافقتهم المبدئية على إنشاء مجلس فضاء بريكس، والعمل على تحديد صلاحياته لتعزيز التعاون في الأنشطة الفضائية داخل المجموعة”، ورحبوا بـ”مبادرة إنشاء نشرة معلومات مشتركة لتبادل البيانات والخبرات وأفضل الممارسات”.

وأكد قادة الدول على أهمية التعاون الدولي في استكشاف واستخدام الفضاء الخارجي لأغراض سلمية، وجددوا التزامهم بتقليل الفوارق القائمة في القدرات الفضائية بين دول بريكس.

كما أقروا بأن تبادل البيانات والخبرات وأفضل الممارسات في مجال الأنشطة الفضائية يُعد عنصراً أساسياً في تطوير التعاون بين وكالات الفضاء في الدول الأعضاء في بريكس. وفي هذا السياق، رحبوا بالاقتراح الخاص بإصدار نشرة معلومات مشتركة كآلية لتعزيز تبادل المعلومات ودعم المبادرات الرامية إلى تعزيز القدرات الفضائية.

التعاون مع الأمم المتحدة

أشارت الوثيقة الختامية إلى أن دول بريكس “اتفقت على دراسة فرص التعاون في مجال منع النزاعات المسلحة، ودعم عمليات حفظ السلام التي تنفذها الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي، والمبادرات السلمية والوساطات”.

التراث الثقافي

جاء في البيان الختامي للقمة: “تؤكد دول بريكس أهمية إعادة الممتلكات الثقافية والتراثية إلى بلدانها الأصلية، وتُقرّ بدور هذا الأمر في ترميم العلاقات الدولية على أساس غير هرمي وتشاركي، وتعزيز العدالة الثقافية والتاريخية، والمصالحة، والذاكرة الجماعية”.

الديمغرافيا والتنمية

أشارت الوثيقة إلى أن دول بريكس “ما زالت ملتزمة بتعزيز التعاون في مجال القضايا الديمغرافية، إذ إن التغيرات في الهيكل العمري تشكل تحديات وفرصا على حد سواء للتنمية الاجتماعية والاقتصادية، لا سيما ما يتعلق بحقوق النساء وذوي الإعاقة، وتنمية الشباب، والتوظيف، ومستقبل العمل، والتحضر، والهجرة، والشيخوخة”.

التعاون في مجال المدفوعات العابرة للحدود

جاء في البيان الختامي: “نُكلّف وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية لدينا بمواصلة مناقشة مبادرة بريكس بشأن المدفوعات العابرة للحدود، ونرحب بالتقدم المحرز من قبل مجموعة العمل المعنية بتحديد السبل الممكنة لدعم استمرار النقاش بشأن تعزيز التشغيل البيني لأنظمة الدفع بين دول بريكس”.

وأبرز المشاركون في القمة أهمية التقرير الفني المعنون بـ”نظام المدفوعات عبر الحدود في بريكس”، الذي يعكس تفضيلات الأطراف، مشيرين إلى أن هذا التقرير “سيكون له دور أساسي في الجهود الرامية إلى تيسير مدفوعات عبر الحدود سريعة ومنخفضة التكلفة وأكثر سهولة وفعالية وشفافية وأمانا بين دول بريكس والدول الأخرى، مما قد يسهم في زيادة التدفقات التجارية والاستثمارية”.

كما أشادوا بـ”استراتيجية الشراكة الاقتصادية لبريكس 2025، التي أرست الإطار التوجيهي لتعاون الدول الأعضاء في مجالات التنمية القطاعية والاستراتيجيات والبرامج وخطط العمل”، مؤكدين تطلعهم إلى “اعتماد وتنفيذ استراتيجية الشراكة الاقتصادية لبريكس 2030، التي ستعزز مبادئ التعاون في مجالات الاقتصاد الرقمي والتجارة الدولية والتعاون المالي والتنمية المستدامة”.

التعاون في مجال الرياضة

أكدت دول “بريكس” امتلاكها لتراث رياضي تقليدي غني، وأعربت عن اتفاقها على دعم بعضها البعض في الترويج للرياضات التقليدية والمحلية والأصلية، سواء داخل دول المجموعة أو على مستوى العالم.

وشددوا على “أهمية توسيع التعاون في مختلف مجالات الرياضة، بما في ذلك تطوير الرياضات الوطنية والتقليدية وغير الأولمبية”. وأكد الدول الأعضاء التزامهم بتشجيع مشاركة الرياضيين في الفعاليات الرياضية الدولية التي تستضيفها “بريكس”، وتعزيز تبادل الخبرات ووجهات النظر في مجال الثقافة البدنية.

تطوير بورصة الحبوب لدول “بريكس”

أكدت دول مجموعة بريكس على أهمية مواصلة تطوير المبادرة الخاصة بإنشاء منصة لتجارة الحبوب داخل إطار المجموعة، والمعروفة ببورصة حبوب بريكس، والعمل على توسيع نطاقها لتشمل منتجات زراعية أخرى والسلع الأولية.

وشددت في بيانها الختامي على “ضرورة ضمان الأمن الغذائي وتخفيف آثار تقلبات أسعار الغذاء الحادة، فضلا عن التصدي للأزمات المفاجئة في سلاسل الإمداد، بما في ذلك نقص الأسمدة”.

وأشار البيان إلى دعم الدول الأعضاء المستمر لمناقشات السياسات الوطنية والتنسيق الدولي الهادفة إلى تعزيز توافر الغذاء وسهولة الوصول إليه، في إطار جهود مشتركة لتحقيق استقرار الأسواق الغذائية وضمان رفاهية الشعوب.

استخدام الإجراءات الأحادية في التجارة

أعربت دول بريكس عن بالغ قلقها إزاء التزايد المستمر في استخدام الإجراءات الأحادية، سواء كانت جمركية أو غير جمركية، والتي تؤدي إلى تشويه حركة التجارة وتنتهك قواعد منظمة التجارة العالمية (WTO)

وأكد المشاركون في القمة دعمهم لنظام تجاري متعدد الأطراف، قائم على القواعد، ومنفتح وشفاف وعادل، تلعب فيه منظمة التجارة العالمية دورا أساسيا. واعتبروا أن تزايد القيود التجارية، بما في ذلك تلك المفروضة تحت غطاء “الحمائية بحجة الأهداف البيئية”، يهدد بمزيد من الانكماش في التجارة العالمية، ويقوّض استقرار سلاسل الإمداد العالمية، كما قد يؤدي إلى تفاقم الاختلالات الاقتصادية القائمة.

كما أعلن أعضاء “بريكس” عن “دعمهم الحازم لمساعي كل من إثيوبيا وإيران للانضمام إلى منظمة التجارة العالمية”.

مكافحة التمييز

أكد البيان الختامي للقمة على “ضرورة تكثيف الجهود العالمية لمكافحة العنصرية والتمييز العنصري وكراهية الأجانب، فضلا عن التمييز القائم على الدين أو المعتقد أو القناعة، بجميع أشكاله الحديثة، بما في ذلك التصاعد المقلق لاستخدام خطاب الكراهية ونشر المعلومات المضللة والزائفة”، وذلك وفقًا لما جاء في الوثيقة الرسمية.

كما جدّدت دول المجموعة التزامها بتعزيز حقوق المرأة وضمان “مشاركتها الفاعلة في عمليات صنع القرار” في مختلف المجالات.

البنك الجديد للتنمية

في وقت يدخل فيه البنك الجديد للتنمية عقده الذهبي الثاني من التنمية عالية الجودة، أعربت دول “بريكس” في بيان قمتها الختامي عن اعترافها بالدور المتنامي الذي يضطلع به البنك بوصفه مؤسسة موثوقة واستراتيجية تُسهم في تحقيق التنمية والتحديث في دول الجنوب العالمي، وفقًا لما جاء في نص البيان.

وأكدت دول المجموعة “دعمها لعملية التوسيع المستمرة لعضوية البنك، وتعزيز هيكله الإداري، مما يعزز من مرونته المؤسسية وكفاءته التشغيلية، ويُمكّنه من مواصلة أداء مهامه وتحقيق أهدافه على أسس عادلة وخالية من التمييز”. معربة عن “دعمها القوي لتوسيع العضوية في البنك الجديد للتنمية، وتسريع النظر في طلبات الانضمام المقدمة من الدول المهتمة ضمن مجموعة بريكس، بما يتماشى مع الاستراتيجية العامة للبنك والسياسات المعتمدة”.

وأشار البيان الختامي للقمة إلى ترحيب الدول بالتقدم الذي أحرزه البنك على صعيد ترسيخ مكانته كمؤسسة عالمية تُعزز التنمية والاستقرار، بما يعكس التزام “بريكس” الجماعي بتقوية الآليات المالية التي تدعم التنمية الشاملة والمستدامة في بلدان الجنوب العالمي.

توسيع عضوية بريكس

أشارت الوثيقة إلى أن “توسيع عضوية بريكس وأجندتها يتطلبان تكييف طرق عمل المجموعة”، ورحبت بـ”الجهود المبذولة لتحديث نطاق عمل بريكس”، داعية إلى “مواصلة هذا المسار”، ومؤكدة ضرورة أن تظل المجموعة “فعالة ومرنة وشاملة وتقوم على التوافق”.

وجاء في نص البيان الختامي: “نؤكد التزامنا بتعزيز وتدعيم بريكس وفقا لروح الاحترام المتبادل، والتفاهم، والمساواة في السيادة، والشمولية، والتضامن، والديمقراطية، والانفتاح، والتشاور الشامل، والتوافق”.

كما شدد المشاركون في القمة على “أهمية مساهمة الدول الشريكة في تعاون بريكس، وفقا للصيغة المعتمدة في قمة بريكس بمدينة قازان (روسيا)، ونرحب بمشاركتها في مختلف الاجتماعات على المستويين الوزاري والتقني خلال رئاسة البرازيل”.

وأكدت دول بريكس أن “التطوير المؤسسي عملية مستمرة وديناميكية يجب أن تعكس احتياجات وأولويات التكتل”، وأعربت عن “ثقتها الراسخة في أن توسيع الشراكات والحوار مع الدول النامية والأسواق الناشئة سيعزز روح التضامن والتعاون الدولي الحقيقي لصالح الجميع”.

التحضيرات لقمة 2026

رحب القادة بـ”رئاسة البرازيل لبريكس في عام 2025″، وأعربوا عن “امتنانهم لحكومة وشعب البرازيل لاستضافة القمة السابعة عشرة لبريكس في ريو دي جانيرو”، كما أكدوا “الدعم الكامل للهند في رئاستها المقبلة لبريكس عام 2026، واستضافتها للقمة الثامنة عشرة للمجموعة”.

حول مجموعة بريكس

تأسست مجموعة “بريكس” في عام 2006، وضمت في بدايتها كلا من البرازيل وروسيا والهند والصين. وفي عام 2011، انضمت إليها جمهورية جنوب إفريقيا. ومع بداية عام 2024، أصبحت كل من مصر وإيران ودولة الإمارات العربية المتحدة وإثيوبيا أعضاء كاملين في المجموعة. وفي 6 يناير 2025، انضمت إندونيسيا إلى “بريكس” كعضو رسمي.

 

المصدر: RT

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق