الشدة المستنصرية.. ناقوس خطر - كورة نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الشدة المستنصرية.. ناقوس خطر - كورة نيوز, اليوم الأحد 6 يوليو 2025 09:31 مساءً

الرئيسيةمـقـالات مـقـالات الأحد, 6 يوليو, 2025 - 9:22 م
الشدة المستنصرية.. ناقوس خطر

عبد السلام بدر

عبد السلام بدر

في عهد الخليفة الفاطمى (المستنصر) سنة ٤٥٧ هجرية، واستمرت سبع سنوات هي الأكثر قسوة و فتكاً بالمصريين على مَرِّ العصور حيث قضت على ثلثي السكان تقريبا.

حدثت تلك المأساة نتيجة انخفاض منسوب مياه النيل، حيث جفت الأراضي الزراعية، ومات النبات والزرع، وعَمَّ الهَلَع والفَزَع أرجاء البلاد.( تذكَّروا من بنى السد العالي وترحموا عليه).

كما أدى سوء الإدارة، وبقاء الحكام في مناصبهم لفترات طويلة بالطرق الشرعية وغير الشرعية ومنح المناصب للأغبياء وعديمي الكفاءة، إلى تفشى الفساد، وانهيار العدالة، فتفاقمت الأزمة وطالت مدتها.

يذكر المؤرخ الكبير " تقي الدين أبوالعباس أحمد المقريزي" أن المصريين أكلوا الكلاب والقطط التى أصبحت تباع بأسعار باهظة لا يقدر عليها إلا الأغنياء، و بعد مدة قصيرة اختفت الكلاب والقطط من الشوارع، وبدأ الكثير من الناس يأكلون الميتة والجيفة وأوراق الأشجار الجافة.

وتذْكُر بعض المصادر أن ( رئيس الوزراء ) ذهب ليحقق في إحدى الوقائع ويحل خلافاً بين بعض العشائر، وعندما انتهى من مأموريته وخرج لم يجد بغلته، واكتشف أن بعض العامة قد حلَّوا وثاق البغلة وذبحوها وتخاطفوا لحمها. الغريب أن حادث البغلة لم يلْفِت انتباه رئيس الوزراء ومعاونيه، فلم يحاولوا وضْع الحلول للتقليل من خطورة المجاعة، وبدلا من ذلك تم القبض على ثلاثة مِمَن أكلوا البغلة، و عوقبوا بالقتل صلبا. وتُرِكوا فى العراء، وفي الصباح فوجئ الناس

بأن أجساد المصلوبين لم يتبق منها سوي العظام، حيث التهم بعضهم لحوم الجثامين الثلاثة من شدة الجوع.

نشرت مجلة تايم الأمريكية عام ١٩٤٧م تحقيقاً صحفياً جاء فيه أن أول مظاهرة نسائية فى العالم قامت بها سيدات مصريات فى عهد الخليفة الفاطمى " المستنصر بالله" حين جَفَّت مياهُ النيل، وأن قائدة المظاهرة كانت أرملة الأمير " جعفر بن هشام " التي باعت عقدا ثمينًا قيمته حوالي ألف دينار ورثته عن زوجها، لتشتري القليل من الدقيق يكفيها وأولادها، لكن الغوغاء في الطريق، أنزلوا أكياس الدقيق ونهبوا معظمها، فلم يتبق من الدقيق، سوى ما يكفي لخَبْزِ رغيفٍ واحد، فأخذت هذا الرغيف ووقفت على مكان مرتفع بالقاهرة وصاحت: "يا أهل القاهرة، ادعوا لمولانا " المستنصر بالله " الذي أسعد الله الناس في أيامه، وأعاد عليهم بركات حسن تخطيطه، حتى أننى تحصَّلتُ على هذا ( الرغيف ) الذي لا يُطعِم طفلاً يتيمًا، بألف دينار"، فاستدعى والي عكا " بدر الجمالي". ( الذي أطلق على الحي الذي أقام فيه اسم الجمالية ) و تولى وزارة مصر فتحسنت الأحوال بفعل سياسته ( الاقتصادية الحكيمة ) و عودة سريان النيل بفضل الله.

دقات الناقوس تشير إلى ترشيد الإنفاق تحسبا للأزمات، ضرورة تطبيق العدالة الاجتماعية وحتمية إسناد المسئوليات إلى أهل الكفاءة وقوة الانتماء.

nabd.png
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق