نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
«ضرورة ملحة!» رئيس الوزراء: توفير التمويل الميسر للدول النامية دعامة أساسية لتحقيق التنمية - كورة نيوز, اليوم الأحد 6 يوليو 2025 09:00 مساءً
نيابةً عن الرئيس عبدالفتاح السيسي، شارك رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي اليوم في الجلسة الافتتاحية لقمة مجموعة “بريكس” المنعقدة في ريو دي جانيرو البرازيلية يومي 6 و7 يوليو، حيث ألقى كلمة مصر في هذا المحفل الهام.
استهل رئيس الوزراء كلمته في الجلسة الافتتاحية، التي حملت عنوان “السلام والأمن وإصلاح الحوكمة العالمية”، بالإعراب عن تقديره للرئيس لولا دا سيلفا وشعب البرازيل على حسن الاستضافة والتنظيم المتميز للقمة السابعة عشرة لمجموعة “بريكس”، وأشار إلى أن الرئيس السيسي لم يتمكن من الحضور لارتباطه بملفات تتعلق بالوضع في الشرق الأوسط.
تعتبر قمة “بريكس” فرصة لتعزيز التعاون الدولي ومناقشة القضايا الملحة، وتأتي مشاركة مصر في هذا المحفل في ظل سعيها لتعزيز دورها الإقليمي والدولي، وتسليط الضوء على التحديات التي تواجه المنطقة والعالم.
كما أعرب عن تقديره للرئاسة البرازيلية ورحب بالرئيس برابوو سوبيانتو، رئيس جمهورية إندونيسيا، لانضمامه للمرة الأولى.
أوضح الدكتور مصطفى مدبولي أن انعقاد هذه الدورة لمجموعة “بريكس” يأتي في وقت حرج، حيث نواجه تحديات وأزمات معقدة ومتعددة، من بينها التوترات الجيوسياسية، والتهديدات التي تواجه السلام والأمن، بالإضافة إلى سلسلة من الانتكاسات الاقتصادية غير المسبوقة، وتصاعد الإجراءات الحمائية التجارية، وارتفاع مستويات الديون المتراكمة، والتغير المناخي، وقبل كل ذلك الكارثة الإنسانية التي تشهدها غزة.
أكد رئيس الوزراء أن أخطر أزمة يشهدها العالم حاليًا هي الحرب الإسرائيلية المستمرة على المدنيين الأبرياء في قطاع غزة منذ ما يقرب من عامين، وأشار إلى أن هذه الحرب أسفرت عن استشهاد أكثر من 55 ألف مدني فلسطيني، غالبيتهم من النساء والأطفال، بالإضافة إلى حوالي 125 ألف مصاب.
أوضح أن هذه المأساة هي نتيجة لانتهاك إسرائيل المستمر للقانون الدولي والإنساني، وأضاف أن إسرائيل تواصل انتهاكاتها المتكررة والمستمرة ضد الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية والقدس الشرقية، بالإضافة إلى استمرار أنشطة الاستيطان الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
أكد الدكتور مصطفى مدبولي أن مصر، بالتعاون مع قطر والولايات المتحدة، بذلت جهودًا مكثفة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار تم التوصل إليه في 15 يناير الماضي، ولكنه أكد أن العدوان الإسرائيلي على المدنيين شكل انتهاكًا لهذا الاتفاق.
أضاف أنه من الضروري إعادة العمل بوقف إطلاق النار، ودعا إلى وقف فوري للأعمال العدائية من جانب إسرائيل، مع التأكيد على ضرورة التزامها بالقانون الإنساني الدولي وضمان حماية المدنيين.
أكد رئيس الوزراء رفض مصر لأي خطط تهدف إلى تهجير أو نقل سكان غزة الفلسطينيين قسرًا عن وطنهم، مشيرًا إلى أن مثل هذه المقترحات تمثل تهديدًا لحل الدولتين والسلام في المنطقة بأسرها.
أوضح أن الخطة العربية الإسلامية بشأن التعافي المبكر وإعادة إعمار غزة تؤكد إمكانية تنفيذ عملية إعادة الإعمار مع الحفاظ على وجود الفلسطينيين في وطنهم، ودعا الدول المشاركة إلى دعم هذه الخطة لإنهاء المعاناة الإنسانية لسكان قطاع غزة، والمشاركة في المؤتمر الدولي للتعافي المبكر وإعادة الإعمار الذي تعتزم مصر تنظيمه بمجرد التوصل إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار.
أشار رئيس الوزراء إلى أن لبنان وسوريا شهدتا اعتداءات إسرائيلية واضحة، وأن الحرب الإسرائيلية امتدت لتشمل إيران، مما يمثل تصعيدًا إقليميًا خطيرًا وانتهاكًا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وتهديدًا مباشرًا للسلم والأمن الدوليين، وأكد على أهمية حل النزاعات والأزمات بالطرق الدبلوماسية.
أشار رئيس الوزراء إلى أن دور مجموعة “بريكس” يزداد أهمية في النظام الدولي في ضوء التحديات والأزمات التي تم ذكرها.
أضاف أنه يود تسليط الضوء على عدد من الأولويات، التي تتضمن تسريع وتيرة التعاون والتكامل المشترك لمواجهة التحديات، وذلك من خلال تنفيذ مشروعات مشتركة في مختلف القطاعات الاقتصادية، بما في ذلك مجالات الطاقة والصناعة والبنية التحتية، بالإضافة إلى التقنيات الحديثة والابتكار، وعلى رأسها الذكاء الاصطناعي.
أكد على أن من بين أولويات التعاون تعزيز التعاون الاقتصادي والمالي والنقدي، خاصة بين البنوك المركزية، وضرورة إحراز تقدم في تفعيل التسويات المالية بالعملات المحلية، بما يتماشى مع مبادرة “بريكس” للمدفوعات عبر الحدود، وزيادة التمويل المقدم من بنك التنمية الجديد بالعملات المحلية.
أكد الدكتور مصطفى مدبولي على أن توفير التمويل الميسر ونقل التكنولوجيا للدول النامية يمثل شرطًا أساسيًا لتحقيق التنمية المستدامة والقضاء على الفقر، وأضاف أن مصر تؤمن بضرورة أن تعمل مجموعة “بريكس” بفاعلية على تحسين آلية الدين الدولي لدعم استدامة الديون، بالإضافة إلى دعم إصلاح النظام المالي العالمي لتلبية متطلبات وأولويات الدول النامية.
أوضح أن هذا الإصلاح يجب أن يضمن استجابة نماذج الأعمال والقدرات التمويلية للاحتياجات الخاصة بالدول النامية، وأكد على أهمية تعزيز الحوكمة الاقتصادية العالمية وزيادة المشاركة في عملية صنع القرار.
وفي الختام، أكد رئيس الوزراء أن الأثر الحقيقي لمجموعة “بريكس” يكمن في قدرتها على توفير المساحة والرؤية الضروريتين لتحقيق مصالحنا المشتركة في مختلف المجالات، وهو الأمر الذي يحقق في النهاية آمال وتطلعات شعوبنا نحو مستقبل أكثر ازدهارًا.
0 تعليق