أثارت الفنانة اليمنية المثيرة للجدل هديل مانع موجة واسعة من التفاعل والتقدير عبر منصات التواصل الاجتماعي بعد لقاء جمعها مع منصة مصرية ، بعد أن كشفت بصدقٍ وجرأة عن تجربتها الشخصية كأم عازبة(ام مطلقة)، في حديثٍ مؤثر عكس صموداً نادراً، ومحبةً عميقة لابنها كرم، ورسالة إنسانية قوية عن معنى المسؤولية والكرامة.

بكلمات بسيطة لكنها مليئة بالقوة، قالت هديل: "أنا فخورة لأنني وصلت بابني كرم إلى هذا الشيء، ولكن هذه التحديات حملتها بمفردي." – جملة اختزلت فيها سنوات من النضال، والتعب، والقرارات الصعبة، لكنها في المقابل، أنضجتها، وجعلتها أقرب إلى ذاتها، وأكثر وعياً بقيمة الأمومة.

هديل، التي تُعرف بموهبتها الفنية وحضورها اللافت، فضّلت هذه المرة أن تتحدث كـ"أم" قبل أن تكون فنانة. تجربتها كأم عازبة لم تكن سهلة، لكنها وصفتها بأنها "نار صقلتني، وجعلت من قلبي أقوى من كل الظروف".

التحديات لا تُكسر، بل تُصنع منها قصص نجاح

تؤكد هديل أن كونها أمًا عازبة لم يمنعها من السعي نحو أحلامها، بل كان حافزًا أكبر. "بعد أن أنجبت ابني كرم، شعرت أن الحياة تفتح لي أبوابًا مختلفة. نعم، أصبحت الأعباء أكثر، لكن الإرادة أصبحت أقوى. كل يوم أعمل من أجله، من أجل مستقبله، ومن أجل أن يكبر وهو يعرف أن أمه لم تستسلم."

وترى أن غياب الأب لا يجب أن يُفسّر كفراغ عاطفي أو نقص في التربية، بل يجب أن يُقابل بحب مضاعف، ومسؤولية أكبر. وتُشدّد على أهمية أن تبقى علاقة الطفل بوالده قائمة، حتى في حال الانفصال: "من المهم أن نزرع في الطفل حب الأب، ليس لديهم ذنب في انفصالنا."

لا كراهية في قلب طفل بريء

في رسالة مؤثرة للآباء والأمهات، تُنبّه هديل من خطورة نقل مشاعر الكراهية أو الاستياء من الطرف الآخر إلى الطفل: "الطفل لا يفهم تفاصيل الخلافات، لكنه يشعر بالفراغ، بالتوتر، بالانقسام. من حقه أن يحب والديه، وأن يشعر بالأمان مع كليهما."

وتشير إلى تجارب كثيرة حولها لأشخاص كبروا دون علاقة حقيقية مع آبائهم، ما أثر على نفسيتهم وثقافتهم في الحب والثقة: "الأطفال بحاجة إلى دعم من كلا الوالدين، ليس فقط ماديًا، بل عاطفيًا ونفسيًا. غياب الأب لا يعني أن نمحو وجوده من قلب الابن."

رسالة للأمهات: أنتمن الأبطال الحقيقيون

في ختام حديثها، وجهت هديل رسالة قوية لكل الأمهات، خاصة اللواتي يواجهن ظروفًا صعبة: "الأم التي تتحمل المسؤولية تعمل على تقديم نموذج جيد لأبنائها. أنتم لا تحملن أطفالكم فقط، أنتم تبنين مستقبلهم، وتزرعن فيهم القيم، وتُعلّمونهم معنى القوة من خلال صمتكم، وبكائكم في الخفاء، ثم عودتكم للوقوف كل يوم."

وتشجع الأمهات على ألا يتردّدن في الفخر بأنفسهن: "كوني فخورة بما تفعلينه. كل وجبة تُحضرينها، كل ليلة لا تنامين فيها، كل حلم تؤجّلينه من أجل طفلك... هذا كله يستحق التقدير. لا تنتظري أحدًا ليشجّعك، أنتِ البطلة."

"الحب والعناية.. أقوى من أي ظرف"

قصة هديل مانع لم تكن مجرد اعتراف شخصي، بل أصبحت مصدر إلهام لآلاف النساء حول العالم. فالكثيرون علّقوا قائلين: "هديل قلبها من حديد"، "قصتك جعلتني أشعر أنني لست وحدي"، "أنت نموذج للمرأة القوية التي لا تنهار، بل تُعيد بناء نفسها من جديد."

في عالم يسرع نحو الظواهر، تثبت هديل مانع أن أبسط القصص، حين تُروى بصدق، تكون الأقوى تأثيرًا.