نفذت قوات الاحتلال الإسرائيلي سلسلة جديدة من الانتهاكات بحق المدنيين الفلسطينيين، حيث اعتدت صباح اليوم الإثنين على عدد من الصحفيين خلال تغطيتهم للأحداث في بلدة الجديرة شمال غرب القدس المحتلة، وأطلقت قنابل الغاز والصوت بشكل مباشر، ما أدى إلى وقوع إصابات واشتعال حريق واسع في أراضٍ زراعية مجاورة ببلدة رافات. تأتي هذه الحادثة في سياق متصاعد من القمع الذي تمارسه قوات الاحتلال ضد الصحافة الفلسطينية والمدنيين على حد سواء.

اعتداء مباشر على الصحفيين واشتعال حريق

ووفق ما نقلته محافظة القدس عن وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، فقد قامت قوات الاحتلال بإطلاق قنابل الصوت بشكل متعمد تجاه الصحفيين أثناء عملهم، ما تسبب في وقوع إصابات وحالة من الذعر. ولم تكتف قوات الاحتلال بذلك، بل تسببت تلك القنابل في اندلاع حريق كبير في الأراضي الزراعية التابعة لبلدة رافات، مهددة الثروة الزراعية والسكان.

استمرار اعتداءات المستوطنين جنوب الخليل

في الوقت ذاته، واصل المستوطنون الإسرائيليون، تحت حماية قوات الاحتلال، اعتداءاتهم اليومية بحق المواطنين الفلسطينيين جنوب محافظة الخليل. فقد أطلق مستوطنون مواشيهم للرعي في أراضٍ زراعية مأهولة بالأشتال والأشجار المثمرة في قريتي "اقواويص" و"شعب البطم"، الأمر الذي أدى إلى إتلاف مساحات شاسعة من المزروعات. وأفاد الناشط ضد الاستيطان أسامة مخامرة بأن هذه الاعتداءات تهدف إلى السيطرة على الأراضي تمهيدًا لتوسيع المستوطنات.

تجريف وهدم في "أم الخير" واقتحام الكرمل

في سياق متصل، أقدم حفار تابع للمستوطنين على تنفيذ عمليات تجريف واسعة في قرية "أم الخير" بمسافر يطا، ضمن مساعيهم لتوسيع النشاط الاستيطاني. كما اقتحمت قوات الاحتلال بلدة الكرمل شرق يطا، ونصبت حاجزًا عسكريًا تسبب في عرقلة تنقل السكان وتفتيش مركباتهم بشكل استفزازي.

عمليات هدم جديدة في أريحا

أما في شرق مدينة أريحا، فقد واصلت سلطات الاحتلال عمليات الهدم الممنهجة بحق التجمعات البدوية، حيث أقدمت آليات الاحتلال على هدم 8 منشآت من الصفيح تعود لعائلة المواطن إبراهيم سالم أبو داهوك في قرية دير حجلة. وشملت عمليات الهدم منزل المواطن، ومنازل أبنائه، ومنشآت لتربية الدواجن. وأفادت المصادر المحلية بأن جنود الاحتلال اعتدوا على أبو داهوك بالضرب أمام أطفاله في مشهد يعكس عنف الاحتلال ضد المدنيين العزل.

دعوات للتدخل الدولي

دعا الناشط أسامة مخامرة والمؤسسات الحقوقية إلى التدخل العاجل من قبل المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان، لوقف الانتهاكات المتصاعدة من جانب قوات الاحتلال والمستوطنين المسلحين بحق السكان في الضفة الغربية، مؤكدًا أن الأوضاع تنذر بتصعيد جديد في ظل صمت المجتمع الدولي وتواطؤ واضح في بعض الأحيان.