نصبت قبائل من مديرية أرحب، اليوم الثلاثاء، خيام اعتصام مفتوح أمام مبنى محافظة عمران (شمال صنعاء)، في تحرك احتجاجي حاشد ضد اختطاف المواطنة أروى حميد ردمان من قبل مليشيا الحوثي، بعد أيام من مقتل والدها على يد أحد قيادات الجماعة المسلحة.

تفاصيل الاختطاف والجريمة

بحسب مصادر محلية، فإن أروى (زوجة القيادي الحوثي المعروف باسم "أبو عذر فليتة") اختُطفت من منزلها في مديرية عيال سريح بطريقة تعسفية، في محاولة لـ"إجبارها على التنازل عن المطالبة بحق والدها"، ومنع عائلتها من التواصل معها أو معرفة مكان احتجازها، مما أثار موجة غضب في الأوساط القبلية والاجتماعية.

وترجع جذور الأزمة إلى يوم الأحد الماضي، عندما قُتل المواطن حميد منصور ردمان (والد أروى) على يد القيادي الحوثي "أبو عذر فليتة" – الذي يشغل منصب "رئيس قسم الحايط" في مديرية عيال سريح – في واقعة وصفتها المصادر بـ"الانتقامية"، دون إفصاح عن دوافعها المباشرة.

مساعي امتصاص الغضب ورفض المعتصمين

في محاولة لاحتواء الأزمة، أرسلت مليشيا الحوثي صالح المخلوس (أمين عام المجلس المحلي بمحافظة عمران) للتفاوض مع المعتصمين، حيث وعد بـ"الإفراج عن أروى"، لكن المتظاهرين رفضوا هذه الوعود المشروطة، مؤكدين استمرار اعتصامهم حتى يتم:

1. الإفراج الفوري والعلني عن المختطفة.

2. محاسبة القيادي الحوثي المتورط في قتل والدها.

3. ضمانات بعدم انتهاك حقوق العائلة مجددًا.

تداعيات محتملة وتصعيد قبلي

يرى مراقبون أن الحادثة قد تفتح باب تصعيد جديد بين القبائل والمليشيا في عمران، خاصة في ظل التاريخ الطويل من الاحتقان القبلي ضد سياسات الحوثي القمعية، والتي تشهد تزايدًا في حالات الاختطاف والقتل خارج القانون.

كما تكشف الواقعة – وفقًا لتحليلات – عن تناقضات داخلية في تعامل المليشيا حتى مع ضحايا من داخل صفوفها أو أسرهم، ما يعكس أزمة شرعية وتماسك في المناطق الخاضعة لسيطرتها.