هزّت مأساة إنسانية وسط مدينة المكلا بمحافظة حضرموت، صباح اليوم الخميس، إثر وفاة ثلاثة أشقاء غرقًا في مياه البحر، في حادث أليم أثار موجة من الحزن والأسى في أوساط المجتمع المحلي.

وأُعلن عن وفاة كل من: سلطان بن حمد الشبيري ، وحسين بن حمد الشبيري ، وسليمان بن حمد الشبيري ، بعد أن جرفتهم أمواج بحر المكلا خلال تواجدهم على الشاطئ، فيما تشير المعلومات الأولية إلى أن الحادث وقع أثناء قيامهم بالسباحة أو تجولهم قرب المياه، قبل أن تتفاقم الظروف بسبب قوة التيار.

وأثار المشهد المؤثر الذي رُوي من قبل شهود عيان حالة من التأثر الكبير، حيث ظل الوالد حمد الشبيري واقفًا على الشاطئ، ينتظر بقلب مكلوم خروج جثامين أبنائه الثلاثة من المياه، في لقطات وصفها المحيطون بـ"القاتلة"، إذ تجلى في ملامحه الألم العميق والرضا بالقدر، وسط تجمع أفراد من الأسرة والجيران يقدمون له واجب العزاء.

وقد هرعت فرق الإنقاذ البحرية والدفاع المدني إلى موقع الحادث، حيث تمكنت بعد جهود مضنية من انتشال جثامين الشبان الثلاثة، ونقلها إلى مستشفى المكلا العام، فيما باشرت الجهات المختصة إجراءات التحقيق لتحديد ملابسات الحادث.

وأعربت قيادات محلية ومجتمعية ودينية عن صدمتها البالغة جراء الحادث المفجع، داعية إلى تعزيز إجراءات السلامة على الشواطئ، ونشر التوعية بمخاطر البحر، خاصة في فصل الصيف ومواسم الازدحام.

وأعلنت أسرة الشهداء الثلاثة عن تشييع جنازاتهم اليوم في مدينة المكلا، حيث من المتوقع أن يخرج موكب تشييع كبير يضم المئات من أبناء المدينة، تضامنًا مع الأسرة في مصابها الجلل.

ويُعد هذا الحادث تذكيرًا مؤلمًا بأهمية الانتباه إلى سلامة المواطنين، خصوصًا الشباب والأطفال، عند التردد على الشواطئ، في ظل غياب حواجز أمان وخدمات إنقاذ فعّالة في كثير من المواقع الساحلية.

"اللهم اغفر لهم وارحمهم، وعافهم واعف عنهم، واسكنهم فسيح جناتك"، دعاء توالى نسجه أهل المدينة على نية الشهداء الثلاثة، الذين رحلوا في لحظة، تاركين وراءهم قلوبًا مكلومة وأسرة تئن من فاجعة لا تُحتمل.