نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
”صحفي عدني يُوجّه انتقادات لاذعة للانتقالي: أين التنمية؟ أين العدالة؟” - كورة نيوز, اليوم الجمعة 25 يوليو 2025 12:39 صباحاً
وجه الصحفي والناشط الإعلامي أحمد ماهر، اليوم الخميس، رسالة مفتوحة شديدة اللهجة إلى اللواء عيدروس قاسم الزبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، انتقد فيها القرارات الأخيرة للهيكلة التي أُعلنت في وقت تشهد فيه العاصمة عدن ترديًا متسارعًا في الخدمات الأساسية وانهيارًا اقتصاديًا حادًا.
وفي رسالته التي قال إنها "تمثّل صوت أبناء عدن المنهكين"، أعرب ماهر عن خيبة أمل واسعة من محتوى القرارات، موضحًا أن "الناس في عدن كانوا ينتظرون حلولًا جذرية لأزمات معيشية خانقة، لا مجرد تدوير للمناصب بين المقربين من القيادة في المجلس".
وتساءل ماهر: "أين قرارات إنقاذ الكهرباء التي باتت حلمًا بعيد المنال؟ أين التدابير العاجلة لوقف انهيار الريال اليمني؟ وأين المشاريع التنموية الكبرى التي تعيد لعدن هويتها وعافيتها، مثلما يحدث في مدينة المخا؟".
الكهرباء: من أزمة إلى كارثة
وأشار ماهر إلى أن قطاع الكهرباء في عدن يعيش "كارثة حقيقية"، حيث بات السكان يُعدّون الساعات القليلة من التيار الكهربائي كنعمة، قائلًا: "أصبحنا نتمنى خمس ساعات متواصلة من الكهرباء، لكن حتى هذه الرغبة البسيطة تُعتبر ترفًا في ظل الانقطاعات اليومية التي تصل إلى أكثر من 20 ساعة".
وأضاف: "بينما تُعلن عن هيكلة داخلية في المجلس، يبقى المواطن في عدن يعاني في الظلام، يدفع فواتير باهظة مقابل خدمات شبه معدومة، بينما تُستنزف المليارات دون أدنى شفافية أو محاسبة".
الاقتصاد ينهار، والفقر يتفشى
وفي الشأن الاقتصادي، حذر ماهر من "انهيار متسارع وغير مسبوق للعملة المحلية"، موضحًا أن "الريال يفقد قيمته يوميًا، ما أدى إلى ارتفاع جنوني في أسعار السلع الأساسية، ودفع آلاف الأسر إلى بيع ممتلكاتها من أجل تأمين لقمة العيش".
وأضاف: "الناس لم تعد تتحدث عن تحسين المعيشة، بل بات الحديث يدور حول كيفية البقاء حيًا في هذه الظروف التي تُشبه الحصار أكثر من كونها إدارة لدولة أو إقليم".
القضاء معطل، والسجون مكتظة
ولم يُغفل ماهر الإشارة إلى أزمة النظام القضائي، حيث قال إن "المحاكم في عدن مغلقة، والقضاء معطل بالكامل، بسبب ما وصفه بـ'نادي القضاة' التابع للمجلس"، مؤكدًا أن "مصالح الناس تُعطل، وحقوقهم تُؤجل، بينما محاكم صنعاء مفتوحة وتعمل".
وأضاف: "السجون مكتظة، وقضايا المواطنين تراكمت دون أن تُنظر، في حين لا يُسمح للقضاء بالعمل بحريّة واستقلالية، ما يُشكل انتهاكًا صارخًا للعدالة وحقوق الإنسان".
إضرابات تعليمية مستمرة وفساد مُستشري
وفي قطاع التعليم، انتقد ماهر "الإضرابات المتكررة في المدارس الحكومية"، موضحًا أن "التعليم العام يعاني من شلل تام بسبب نقابة تابعة للمجلس، في حين يستمر التعليم الخاص في العمل، ويستفيد منه أبناء القيادات والتجار، ما يعمق الفجوة الاجتماعية".
كما شنّ ماهر هجومًا لاذعًا على ما وصفه بـ"الفساد المستشري في مؤسسات الدولة الخاضعة لسيطرة المجلس"، قائلًا: "الفساد لم يعد ظاهرة، بل أصبح نظامًا ممنهجًا يُدار به العديد من المؤسسات، من الجمارك إلى الكهرباء، دون رقابة أو محاسبة".
رسالة أخيرة: "التعيينات لا تُناقش على مسامع المُنهكين"
وفي ختام رسالته، دعا ماهر الزبيدي والقيادة في المجلس إلى "إعادة النظر في أولوياتهم"، قائلًا: "هذه هي القضايا التي نأمل أن تحظى باهتمامكم، وأن تتخذوا بشأنها قرارات حاسمة، لتُدخل الفرحة والاطمئنان إلى قلوب أبناء عدن، لا مجرد إرضاء لحلفاء داخليين".
وأضاف: "نرجو أن تقتصر مناقشات التعيينات والهيكلة داخل المجلس على المجموعات الخاصة على تطبيق (الواتساب)، احترامًا لمشاعر أبناء عدن الذين أنهكهم الفقر، والظلام، والمرض، والانهيار، ولا يطمحون اليوم سوى إلى حياة كريمة، لا إلى تبديل المناصب بين المقربين منكم في أبوظبي أو دبي".
وأختتم ماهر رسالته بعبارة: "شكرًا، ونأمل أن تصل الرسالة، قبل أن تفقد عدن صوتها تمامًا".
0 تعليق