رام الله - دنيا الوطن
عبّر المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، عن تفاؤله بشأن إمكانية التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، على الرغم من العقبات التي تواجه جولة المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحركة حماس في الدوحة.

وقال ويتكوف، في تصريحات من مطار تيتربورو في نيوجيرزي، الأحد، إنه يعتزم الاجتماع مع مسؤولين قطريين رفيعي المستوى على هامش نهائي كأس العالم للأندية، ضمن جهود أميركية–قطرية لتنسيق المساعي الدبلوماسية الرامية لإنهاء التصعيد.

 من جهته، جدّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اتهاماته لحركة حماس بإفشال المبادرة الأخيرة لوقف إطلاق النار، مؤكدًا أن إسرائيل وافقت على المقترح الذي تقدّم به ويتكوف، وكذلك على النسخة المعدّلة التي طرحتها الأطراف الوسيطة.

وقال نتنياهو: "حماس تريد البقاء في غزة وتطالب بانسحابنا كي تعيد تسليح نفسها وتهاجمنا مجددًا.. لن أقبل بذلك، وسأفعل كل ما يلزم لاستعادة أسرانا".

وأشار إلى أن حماس ترفض تقديم أي تنازلات حقيقية، بينما أعلنت مؤسسته الأمنية أن الفشل في إحراز تقدم خلال الساعات المقبلة قد يدفع المستوى السياسي في تل أبيب إلى المصادقة على مناورة عسكرية باتجاه وسط مدينة غزة.

وفي تطور لافت، كشفت مصادر مطلعة أن إسرائيل قدّمت خرائط إعادة انتشار لقواتها في غزة، تتضمّن الإبقاء على وجود عسكري في نحو 40% من مساحة القطاع، مع تركّز خاص في محور موراغ، الأمر الذي اعتبرته حماس "شرعنة لإعادة احتلال غزة".

وحذرت مصادر في الحركة، من أن هذه الخطط تهدف إلى "حشر النازحين في منطقة ضيقة غرب رفح تمهيدًا لمخطط تهجير قسري خارج القطاع"، حسب تعبيرها.

 في المقابل، تحدثت مصادر فلسطينية لوكالة "فرانس برس" عن تقدم "جزئي ومحدود" في ملفي المساعدات الإنسانية وتبادل الأسرى، فيما بقيت القضايا الجوهرية، وعلى رأسها مطلب الانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من غزة، موضع خلاف كبير.

وأفاد مصدر من حماس لشبكة "سي إن إن" أن المفاوضات تعثرت مجددًا، محملًا نتنياهو المسؤولية بسبب "إصراره على فرض شروط جديدة باستمرار"، ومنها خرائط الانتشار العسكري.

وفي سياق متصل، أشار مسؤول آخر من الحركة إلى أن مطلب الانسحاب الكامل لم يعد شرطًا مسبقًا من جانب حماس، ما قد يشير إلى مرونة نسبية، لكنها "تصطدم بتصلب الموقف الإسرائيلي"، بحسب تعبيره.

وتستمر المفاوضات غير المباشرة في العاصمة القطرية الدوحة، بوساطة قطرية ومصرية، وبمشاركة أميركية نشطة، وسط ضغوط دولية متزايدة لوقف العمليات العسكرية، وتفادي كارثة إنسانية متفاقمة في غزة.