دفعت ميليشيا الحوثي، خلال الساعات الماضية، بوساطة قبلية وشخصيات تابعة لما يُعرف بـ"مكتب زعيم الجماعة"، عبد الملك الحوثي، في محاولة لاحتواء أزمة مقتل الشيخ علي صلاح جتوم، أحد أبرز مشايخ منطقة "ذو صُميم" بمديرية حرف سفيان في محافظة عمران، بعد تعرضه لحادثة اغتيال غامضة أثناء عودته من محافظة صعدة.

وقالت مصادر محلية لـ"المشهد اليمني" إن الشيخ جتوم قُتل في كمين مسلح على الطريق الرابط بين محافظتي صعدة وصنعاء، أثناء عودته إلى منزله في مديرية سفيان، مشيرة إلى أن أصابع الاتهام تتجه نحو عناصر تابعة للحوثيين، خاصة وأنه سبق أن تلقى تهديدات بالتصفية من قيادات حوثية، بسبب مواقفه الرافضة لسياسات الجماعة في منطقته .

وأكدت المصادر أن الوساطة القبلية التي دفعت بها الجماعة تهدف إلى احتواء الغضب الشعبي والقبلي المتصاعد في المنطقة، ومحاولة امتصاص ردود الفعل قبل أن تتطور إلى نزاع داخلي قد يهدد نفوذ الحوثيين في مديريات محافظة عمران.

ويُعد الشيخ علي صلاح جتوم من أبرز وجهاء قبيلة "ذو صُميم – سفيان"، وله حضور قبلي واجتماعي واسع، وعُرف بمواقفه المستقلة والمنتقدة لتصرفات الحوثيين، ما جعله عرضةً لضغوط وتهديدات متكررة خلال السنوات الماضية.

وتأتي هذه الحادثة في ظل تصاعد التوترات في المناطق الخاضعة لسيطرة ميليشيا الحوثي، التي شهدت مؤخرًا سلسلة من عمليات التصفية والاعتقالات بحق مشايخ وشخصيات اجتماعية يُنظر إليهم على أنهم لا يدينون بالولاء المطلق للجماعة.

وطالب وجهاء قبليون بفتح تحقيق شفاف ونزيه في الحادثة، وكشف ملابساتها بشكل رسمي، ومحاسبة الجناة، مؤكدين ضرورة وقف مسلسل الاستهداف الممنهج للقيادات القبلية تحت ذرائع سياسية.