نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
”جميع أفراد الطاقم مسلمون”.. السفن تبعث رسائل للحوثيين لتجنب هجمات البحر الأحمر - كورة نيوز, اليوم السبت 12 يوليو 2025 11:26 مساءً
تواجه السفن التجارية التي تعبر البحر الأحمر تحديات متصاعدة بسبب هجمات الحوثيين في اليمن، مما دفع العديد منها إلى بث رسائل على نظام التعريف الآلي (AIS) تُبرز جنسيات أطقمها أو تؤكد عدم ارتباطها بإسرائيل، في محاولة يائسة لتجنب الاستهداف. تأتي هذه التطورات بعد هجمات مميتة نفذتها الجماعة المتحالفة مع إيران هذا الأسبوع، أسفرت عن إغراق سفينتين تجاريتين.
منذ نوفمبر 2023، تشن جماعة الحوثي هجمات على السفن التجارية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، معلنة أنها تتضامن مع الفلسطينيين في حرب غزة. وقد أدت هذه الهجمات، التي استهدفت سفناً مرتبطة بشركات زارت موانئ إسرائيلية، إلى انخفاض حاد في حركة الملاحة عبر هذا الممر الحيوي للنفط والسلع. وأظهرت بيانات لويدز ليست إنتليجنس انخفاض عدد الرحلات البحرية اليومية عبر مضيق باب المندب إلى 35 سفينة في 10 يوليو 2025، و32 سفينة في 9 يوليو، مقارنة بمتوسط 79 رحلة يومية في أكتوبر 2023 قبل بدء الهجمات.
أكد زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي أن الجماعة ستمنع مرور أي سفينة مرتبطة بشركات تنقل بضائع إلى إسرائيل، مما زاد من حالة التوتر في المنطقة. وفي هذا الأسبوع، أغرقت الجماعة سفينتين بعد فترة هدوء نسبي، مما دفع السفن الأخرى إلى اتخاذ تدابير غير مسبوقة.
رسائل السفن لتجنب الهجمات
بحسب وكالة رويترز، تشير بيانات نظام التعريف الآلي (AIS) من MarineTraffic وLSEG إلى أن العديد من السفن العابرة لجنوب البحر الأحمر بدأت في إضافة رسائل إلى ملفات تعريفها العامة، مثل "الطاقم بالكامل من الصينيين"، "جميع أفراد الطاقم مسلمون"، أو "لا صلة بإسرائيل". بعض السفن أشارت أيضاً إلى وجود حراس مسلحين على متنها. ومع ذلك، أكدت مصادر أمنية بحرية أن هذه الرسائل قد لا تكون كافية لتجنب الهجمات، نظراً لاعتماد الحوثيين على معلومات استخباراتية متقدمة لتحديد أهدافهم.
وأدت الهجمات الأخيرة إلى ارتفاع تكاليف التأمين على الشحن عبر البحر الأحمر بأكثر من الضعف، مع توقف بعض شركات التأمين عن تغطية بعض الرحلات. وأشار تقرير لشركة التأمين "أون" إلى أن البحر الأحمر ومضيق باب المندب لا يزالان مصنفين كمناطق عالية المخاطر، مما يتطلب مراقبة مستمرة وتدابير أمنية متكيفة من مشغلي السفن.
كما أثارت هذه الهجمات قلقاً متزايداً بشأن سلامة البحارة. وأصدرت جمعية البحارة الخيرية في المملكة المتحدة بياناً أكدت فيه أن البحارة، الذين يشكلون العمود الفقري للتجارة العالمية، لا ينبغي أن يخاطروا بحياتهم أثناء أداء عملهم في تزويد العالم بالغذاء والوقود والأدوية.
وأثارت الهجمات الحوثية قلقاً إضافياً بعد استهداف سفن لا علاقة مباشرة لها بإسرائيل، مثل ناقلة النفط الصينية "هوانغ بو" في مارس 2024، التي أصيبت بصواريخ باليستية رغم تأكيدات سابقة من الحوثيين بعدم استهداف السفن الصينية. كما استهدفت الجماعة سفناً مرتبطة بروسيا، مما يشير إلى توسع نطاق الهجمات.
وأكدت مصادر أمنية بحرية أن الشركات التي تخطط للإبحار عبر البحر الأحمر يجب أن تتأكد من عدم وجود أي روابط غير مباشرة مع إسرائيل، لكنها حذرت من أن مخاطر الهجمات تظل مرتفعة بسبب قدرات الحوثيين الاستخباراتية.
ويُعد البحر الأحمر ممراً حيوياً لنقل النفط والسلع، وأي اضطرابات فيه تؤثر على سلاسل التوريد العالمية. الانخفاض الحاد في حركة الملاحة يهدد بزيادة تكاليف الشحن وتأخير وصول السلع الأساسية، مما يفاقم الأزمات الاقتصادية في المناطق المتضررة، بما في ذلك اليمن نفسه.
0 تعليق