أطلق علماء من المعهد الأسترالي لعلوم البحار ناقوس الخطر، بعد تسجيل أكبر تراجع في الغطاء المرجاني للحاجز المرجاني العظيم خلال العام الماضي، في واحدة من أسوأ الأزمات البيئية التي تهدد هذا الكنز الطبيعي العالمي.

وفي تقرير علمي حديث، نقلته وكالة رويترز، كشف المعهد أن الحاجز المرجاني شهد انكماشًا غير مسبوق في منطقتين من أصل ثلاث مناطق رئيسية لمستعمرات الشعاب المرجانية، وذلك نتيجة ظاهرة الابيضاض الجماعي، التي تتسبب في طرد الطحالب المتعايشة مع المرجان وتدمير بنيته البيولوجية.

وأوضح التقرير أن الحاجز فقد ما يصل إلى ثلث غطائه المرجاني خلال عام واحد فقط، مشيرًا إلى أن السبب الرئيسي وراء هذا الانهيار يعود إلى ارتفاع درجات حرارة المياه، بالإضافة إلى انتشار الطحالب الدينوفيتية، ما أدى إلى خلل بيئي هائل وموت واسع للشعاب المرجانية.

وتُعد ظاهرة الابيضاض الجماعي من أخطر الظواهر البيئية التي يواجهها النظام البيئي البحري، وقد شهد الحاجز المرجاني خمس موجات متتالية من الابيضاض منذ عام 2016، في ظل تصاعد درجات حرارة المحيطات بفعل تغير المناخ.

ويراقب العلماء هذا النظام البيئي الفريد منذ نحو أربعين عامًا، مؤكدين أن الوتيرة المتسارعة لتدهور الحاجز المرجاني خلال السنوات الأخيرة تُعد مؤشرًا مقلقًا للغاية، وتهدد بفقدان أحد أبرز معالم التنوع البيولوجي في العالم.

ويمتد الحاجز المرجاني العظيم، المصنَّف ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو منذ عام 1981، على مسافة 2500 كيلومتر بمحاذاة الساحل الشمالي الشرقي لأستراليا، ويضم أكثر من 2900 تجمع مرجاني منفصل، بمساحة إجمالية تُقدّر بـ344 ألف كيلومتر مربع، ما يجعله أكبر تجمع مرجاني في العالم، وملاذًا حيويًا لملايين الكائنات البحرية.

ويحذّر الخبراء من أن استمرار هذا الاتجاه قد يُهدد بقاء الحاجز المرجاني على المدى الطويل، ما لم تُتخذ إجراءات عاجلة لكبح آثار التغير المناخي وحماية النظام البيئي البحري العالمي.

للمزيد تابع خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك